من كان يتصور فى هذه الدنيا أن يأتى واحد من أهلها يمسك بعصا ويطارد الجميع شمالاً ويميناً.. وهم على الجانب المقابل يصرخون ويولولون.. ويلطمون الخدود عسى أن يعود هذا البلطجى إلى صوابه ويتوقف عن هوسه وجنونه غير أنه للأسف يزداد صلفاً وغروراً وتكبراً.. وكأنه يملك البسيطة وما عليها..؟!
أقول ذلك بمناسبة تنفيذ «سفاح القرن» بنيامين نتنياهو لتهديداته باجتياح مدينة رفح الفلسطينية رغم ما تردد عن التحفظ الأمريكى والسخط الأوروبى مما يولد شكوكاً بأن المعارضين لأفعاله.. إما أنهم يوزعون الأدوار بينه وبينهم أو أنهم يخشونه بالفعل لأسباب قطعاً ليست عسكرية بل تنطوى على أمور أخري.. تاريخية.. وديموجرافية.. و..و.
>>>
المهم ماذا بعد هذه الهجمة الشرسة ضد رفح الفلسطينية والتى أجبرت أناسها على أن يهرعوا فى الطرقات خوفاً وذعرا وتحسباً أن يصيبهم نفس ما سبق أن أصابهم أثناء وجودهم فى غزة طوال أيام وليالى فرارهم حتى وصلوا إلى حمم النيران التى تتقاذفهم فى حركاتهم وسكناتهم .. وتأبى أن تتركهم إلا وقد شويت جلودهم.. واحترقت عظامهم قبل لحومهم..؟!
>>>
أنا شخصياً أتصور أن أى نداءات عاقلة لن تجدى نفعاً مع هذا الشرير الإرهابى نتنياهو.. أيضاً ليس من السهولة بمكان أن يأتى الرد من جانب أى طرف من الأطراف مشابها لما يفعل ويرتكب ضارباً عرض الحائط بأى قوانين دولية.. أو اعتبارات إنسانية؟!
على الجانب المقابل.. لا استطيع أن أطلب من حركة حماس الصمود ورد العدوان بالعدوان.. لأن معنى ذلك أننا نحكم بالفناء على كل أعضاء الحركة وقياداتها وكوادرها..
نفس الحال بالنسبة لكل من يملك الرد برد أقوى وأشد لكنه يفضل التريث حتى لا تنهمر الدماء بحوراً فوق بحور وتشعل الرغبة فى الانتقام كل ما تبقى من أحلام وآمال البشر!
>>>
إذن ليس أمامنا سوى أن نحث أمريكا على أن تقول كلمة صادقة وتتخذ إجراءات صارمة وواضحة.. ومحددة.. أو تعود لتعلن ما حاولت إخفاءه على مدى شهور مضت!
فى جميع الأحوال.. لن تتوقف مصر عن دعوتها لسلام عادل وشامل.. محذرة.. ومحذرة من العواقب الوخيمة التى قد يتعذر حلها مستقبلاً.. وعندئذ لن تنفع القوة من تعمد الإضرار بمقوماتها وعناصرها الأساسية.. ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله..
اللهم قد أبلغت.. اللهم فاشهد.
>>>
و.. و.. شكراً