أصارحكم القول إننا لم نتخذ الخطوات الجادة لإصلاح أحوال اقتصادنا ومنها تحقيق التوازن بين الجنيه المصرى والدولار الأمريكى إلا منذ شهور قليلة مضت..!
أرجوكم لا تندهشوا فتلك هى الحقيقة والتى وضعنا أيادينا عليها عندما أدركنا إدراكا واعيا أهمية مضاعفة الصادرات والعمل على تنويع أشكالها وألوانها يوما بعد يوم.. ثم ما صحب ذلك من حوافز تشجيعية للمستثمرين المصريين والعرب والأجانب وقيام رئيس الوزراء بنفسه بتفقد نشاطاتهم والاستماع وجها لوجه لمشاكلهم.. والتعهد بحلها وذلك ما بدأت تظهر آثاره فى الآونة الأخيرة.
>>>
فى عام 2002 و2003 كتبت سلسلة مقالات عن كوريا الجنوبية وكيف أنها أقامت اقتصادا مبهرا رغم ما تعرضت له من أزمة مالية عنيفة ورغم عدم وجود موارد طبيعية ذات قيمة عندهم مما اضطرهم إلى اللجوء لصندوق النقد الذى فرض كعادته شروطا قاسية ضدهم لكن تعاون الشعب مع الحكومة ساعدهم على عبور الأزمة.. وتمثل هذا التعاون فى المصانع والمزارع وغيرها، حيث تبرع العاملون بأجور الساعات الإضافية بهدف زيادة الإنتاج دون أن يتقاضوا أجرا عن الزيادة الاستثنائية.. كما أخذ الكوريون الجنوبيون عهدا على أنفسهم بألا يمارسوا أى ضغط على الحكومة إلى أن تتغير الأمور وبالفعل تغيرت الأمور بحيث أصبح اقتصادهم الآن رابع اقتصاد فى آسيا والخامس عشر عالميا.. وبلغ حجم صادراتهم للخارج 300 مليار دولار كما قفز احتياطهم من العملة الأجنبية فى البنك المركزى إلى 400 مليار دولار بعد أن كانت خزينة البنك قد خوت على عروشها.. كل ذلك حدث بعد أن كانت نفس البلد مصنَّفة عالميا ضمن البلاد ذات الفرص المخصصة للتطور بسبب مساحة أراضيها الصغيرة وقلة المصادر الطبيعية.
والكوريون يتباهون الآن بالحملة التى تبنوها لرفع مستوى بلدهم والتى قامت على ثلاثة مبادئ: الاجتهاد والاعتماد الذاتى والتعاون.. والتى بدأت بإصلاح الطرق وتزويد القرى والمدن بالكهرباء وتعليم وتدريب التلاميذ والشباب وزيادة دخل الأسر فى الريف مع رفع المرتبات الصغيرة وإعداد أجيال من الصناع المهرة فى شتى المجالات..
و..و.. وهذا هو الأهم.. تفضيل المشروعات الكبيرة على المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة :
عندما نشرت سلسلة المقالات عن كوريا الجنوبية –كما أشرت آنفا– انهالت عليَّ رسائل وبرقيات مسئولين كبار عندنا الذين عبروا عن إعجابهم بهذه الطفرة الهائلة الذى حققها هذا البلد الصغير عاقدين العزم على ضرورة الاستفادة من تجربته.
>>>
ثم.. ثم.. مرت سنوات عديدة كم كنا نتمنى أن نحقق خلالها من أهداف وغايات..
والآن الحمد الله.. أننا وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح.. الذى سوف نصل إلى نهايته المثمرة قريبا.. قريبا..
>>>
و.. و.. شكرا