هناك حكام يوقنون بأن بينهم وبين شعوبهم ألفة ومودة الأمر الذى ينعكس إيجابيا على شتى مجالات الحياة عندهم اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية.
على العكس يوجد آخرون لا يطيق مواطن واحد سماع أصواتهم التى لا تعبر أبدا عن المصلحة العامة بل كلها تستهدف أغراضا ذاتية خاصة جدا.
مرة كنت فى زيارة البحرين وذهبت للقاء أميرها الذى يعتبره كل الناس جميعا بمثابة الوالد الحقيقى لكل منهم وبينما أنا جالس مع الأمير الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة إذا به يسأل أحد معاونيه عن «الولد حمد» وقبل أن يأتيه الرد دخل علينا شاب وسيم ممشوق القوام يرتدى ملابس الطيارين العسكريين والذى كان قد جاء توا من رحلة تدريبية.
أراد الأمير حمد ولى عهد البحرين والذى كان يعده الوالد إعدادا حضاريا ودوليا بكل ما تحمله الكلمة من معني.. أن يكون متواجدا بتأثير فعال أثناء الحوار الذى لم تنقطع توصيات الشيخ عيسى لولده وإخوانه المصريين الذين لا يتوانون أبدا أن يكونوا عونا وسندا له وكل شعب البحرين.
>>>
بالفعل عندما تولى الأمير حمد السلطة فى البحرين وأصبح فيما بعد ملكا لها حرص على أن يزيد من توثيق علاقاته بالمصريين بشتى السبل والوسائل.
لذا حينما نمعن التأمل فى عيون الرئيس عبد الفتاح السيسى والأمير حمد ملك البحرين أثناء لقائهما فى القاهرة أول أمس نلمس أن كلا من الزعيمين حريص على أن يكون درعا وسندا للآخر لأنهما يعتبران أنهما يتحدثان لغة واحدة لاسيما التى تتعلق بأخطار الحرب والسلام فى المنطقة وكيف أن الرئيس السيسى مهموم إلى حد كبير بالظروف التى تحدث وتحذيره الدائم والمستمر من توسيع حدة الصراع.
نفس الحال بالنسبة للملك حمد الذى جاء إلى مصر ليعلن من فوق أرضها دعمه ودعم بلاده لدور مصر التاريخى فى ترسيخ دعائم السلام الإقليمى والعالمى ليس هذا فحسب بل إن مصر ستظل خير السند ونعم العون لجميع الأشقاء باعتبارها بلد السلام ومهد الاستقرار وهى صاحبة أول اتفاقية سلام فى التاريخ وقعها الملك رمسيس الثانى قبل الميلاد.
>>>
من هنا أقول رغم هذه الأجواء المتوترة فى العالم كله وفى منطقة الشرق الأوسط بالذات فإن رياحا من التفاؤل تهب بين كل فترة وأخرى طالما أن هناك حكاما مثل عبد الفتاح السيسى وحمد بن عيسى وغيرهما بإذن الله وفضله الذين يسيرون على نفس الطريق وينهجون ذات النهج ويتطلعون إلى أسمى الغايات وأحلى الأهداف.
>>>
و..و.. شكرا