لم يشأ سفاح القرن بنيامين نتنياهو أن ينتظر طويلا قبل أن يوسع دائرة عدوان جيشه بطائراته ومصفحاته وصواريخه بل ها هو انتقل بنفس السيناريو البغيض إلى جنوب لبنان حيث أخذ يهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ويحول القرى والمدن إلى خراب وكأنه يريد أن يؤكد تحديه للعالم بأسره بأنه لا يعبأ بأى نداءات أو تهديدات تذكره بأن شهر رمضان سوف يبدأ غدا وقد كان هناك شبه إجماع دولى على أن يتوقف إطلاق النار ومن ثم تعقد هدنة قصيرة أو أخرى طويلة الأمد خلال الشهر الفضيل وما بعده لكن بدا واضحا أنه مستمر فى تنفيذ جرائمه بكل بجاحة وصلف وانعدام ضمير..!
>>>
أمس دمرت القوات الإسرائيلية قرية أو بلدة «مجدل زون» فى جنوب لبنان تدميرا شاملا حيث تحولت جميع منازلها ومحلاتها إلى ركام وإلى أنقاض بينما هو يصدر تصريحاته المستفزة بعدم وقف العدوان إلا بعد الانتهاء من المهمة التى حددها بنفسه..
وطبعا يشجعه على ذلك الرئيس الأمريكى جوبايدن الذى أعلن بالأمس وبالأمس فقط أن حكاية وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان تبدو صعبة فضلا عن أنه لا حس ولا خبر عن المحكمة الجنائية الدولية التى سبق أن أعطت انطباعا خلال دورة انعقادها بأنها ستحاسب «جزارى الحروب» وطبعا لم يحدث شيء حتى الآن..!
>>>
المهم.. مازال المجتمع الدولى عاجزا عن إجبار إسرائيل على وقف القتال وبالتالى عن اغتيال مئات الأشخاص من الرجال والنساء والأطفال يوما بعد يوم فى نفس الوقت الذى يبدو فيه بنيامين نتنياهو غير عابئ بصواريخ القسام فى غزة أو صواريخ حزب الله جنوب لبنان مما يزيد الأوضاع اشتعالا أكثر وأكثر.
>>>
على الجانب المقابل فإن مصر تتمسك بمبادئها الثابتة بالنسبة للقضية الفلسطينية بصفة عامة وبالنسبة للعدوان الإسرائيلى على أى أرض عربية حيث جاء الرئيس السيسى يؤكد أمس مخاطبا الفلسطينيين:
«مصابكم مصابنا وألمكم ألمنا ومصر لن تتخلى عنكم أبدا ولن تتوقف عن العمل من أجل حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة فى دولتهم المستقلة».. والرئيس السيسى أكد على تلك المعانى بكل وضوح وصراحة وجرأة مشيرا فى نفس الوقت إلى أن إعمار غزة يبلغ 90 مليار دولار حتى يستطيع الناس العودة فيها ثانية.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
هذه هى مواقف الشجعان الذين يتعاملون مع الأشياء بعيدا عن المزايدة.. أو الأقوال التى تتنافى مع الأفعال والتجارب أثبتت أن الرئيس حينما يقول ذلك فإنه يعنى بالفعل ما يقول.. فهل يبادر هؤلاء الذين سبق أن انحازوا إلى إسرائيل بكل ما فيها من ظلم وطغيان وتجبر بالانضمام إلى صوت العقل إنقاذا لشعب ذاق الأمرين على مدى 75 عاما من الزمان..؟!
>>>
و..و..شكرا