آخر جمعة فى شعبان.. وتحرير سعر الصرف
المصريون يحكّمون ضمائرهم.. ودينهم.. من أجل استقرار المرحلة الجديدة
وما العيب فى توقيع الاتفاق مع صندوق النقد بعد ساعات من القرارات الأخيرة؟!
الآن أصبح الأمر واضحا.. أى تأخير فى تنفيذ القرارات يعقد الأمور!
>>>
اكتظت مساجد مصر أمس بالمصلين من كل حدب وصوب.. الجميع حريصون على أداء الجمعة الأخيرة من شهر شعبان بينما هم يهيئون أنفسهم لاستقبال شهر رمضان الذى كان الحديث عنه مثار قيل وقال طوال الأيام الماضية سواء من حيث ارتفاع أسعار السلع أو اختفائها وكأن الغرض الأساسى من الصوم هو تناول الطعام بكميات كبيرة ومتنوعة.
>>>
الآن.. تغير الوضع كثيرا بعد أن ازداد يقين الجماهير بأن الأزمة عالمية.. وليست مقصورة علينا نحن فقط.. بالعكس ربما كنا أفضل من غيرنا بكثير.
فى نفس الوقت الذى شاءت فيه الظروف أن تحل علينا الجمعة الأخيرة من شهر شعبان الذى آثر فيه المصريون أن يبلوا بلاء حسنا فى أيامهم ولياليهم وهم يستعدون لاستقبال الشهر الكريم.
وما يمكن رصده أن الأسعار شهدت انخفاضا يوم أمس الجمعة منذ الصباح الباكر وحتى ما بعد الصلاة..
لقد حدث شبه انخفاض جزئى بالنسبة لأهم الاحتياجات اللازمة خلال شهر رمضان وهى الزيت والسكر والأرز فضلا عن الحلوى المتمثلة فى الكنافة والقطائف وبلح الشام وغيرها.. وأيضا العصائر مثل الكركديه.. والتمر هندى والدوم والخروب وغيرها.. وغيرها..
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج كان يمكن أن تتحقق فور صدور القرار بسحب البضائع المكدسة بالموانئ والمطارات.
ولكن أما وإن حدث تباطؤ فى تنفيذ هذا القرار فقد بقيت المشكلة على ما هى عليه حتى جاءت توجيهات الرئيس بسرعة سداد الرسوم المطلوبة عن كل شحنة من شحنات البضائع المتنوعة والمختلفة وأهمها شحنات الأدوية وعلف الدواجن.
>>>
وهكذا يمكن أن نستخلص من ذلك أن التأخير فى اتخاذ وتنفيذ القرارات الخاصة باحتياجات الجماهير سرعان ما يؤدى إلى تفاقم المشكلة أكثر وأكثر.
عموما الاستفادة من التجارب مهمة وأساسية بدلا من تأجيل عمل اليوم إلى الغد كما يقولون .
على أى حال يمكن القول إن الفرص الآن مهيأة أكثر من أى وقت مضى للاستمرار فى خفض الأسعار مع الأخذ فى الاعتبار أن المدة الزمنية فى هذا الصدد من الأهمية بمكان.. إذ ليس مطلوبا تحرير سعر الصرف فى نفس التو واللحظة.. بل لابد من الانتظار قليلا.. لتعود الأوضاع إلى نصابها.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنى أقول للمهللين على توقيع الاتفاق مع صندوق النقد بعد ساعات من صدور قرارات تحرير سعر الصرف:
وما العيب فى ذلك؟
إن أى مفاوضات فى أى مجال من المجالات على مستوى العالم تحتاج إلى أخذ ورد.. وتأجيل وتعديل حتى يتم فى النهاية الاتفاق الذى يرضى كل الأطراف وبصرف النظر ما إذا كان من أهم شروط صندوق النقد لصرف القرض المقرر لمصر.. أن تصدر قرارات التحرير فلا ضير فى ذلك على الإطلاق.
وأرجوكم.. أرجوكم.. كفى تضييعا للوقت وكفى أن يشغل مجتمعنا أنفسهم فى مشاكل هامشية لا تقدم ولا تؤخر..
مواجهــــات
> كن دائما على أهبة الاستعداد مهما كانت طبيعة عملك لأن تحديد نقطة البداية من أهم العوامل التى تقود إلى نهاية مرضية.
>>>
> نصيحة: من يتعمد عدم الرد على التليفون مرات.. ومرات..مثل هذا الشخص تجاهله أفضل وأفضل.
>>>
> لا تصدق من يقول لك إن الفشل يعتبر بداية النجاح..!
لا.. وألف لا.. الفشل.. لا يعوضه سوى مجهودات كبيرة ومتصلة.
>>>
> الحياة مليئة بالتحديات فلا تجعلها تنتصر عليك بالعكس حاول أن تقتحمها بشجاعتك وإصرارك وتفاؤلك.
>>>
> صديقى أو من كان صديقى.. أفنى حياته كلها وهو لا يصوم رمضان.
الآن يفكر فى الصوم.. وكأن الفريضة رحلة أو نزهة أو اختيار لشيء ترى أنه يسعدك .
أيها الرجل أنت لا تستطيع التفرقة بين ما يسعدك وبين ما يجعلك تدور حول نفسك فى اليوم ألف لفة ولفة.
>>>
> وهذه الكلمات أعجبتنى:
الشبع فى العين
وليس فى البطن
والغنى غنى النفس
وليس فى الجيب
والجمال فى الروح
وليس فى الشكل
>>>
> أخيرا نأتى إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم ابن الرومى:
إن كنتَ تَمقتُ من أساءَ لأنَّه
مِمّنْ أساءَ وإن سَلمتَ عليهِ
فلقد ظلمتَ بمَقْتِ ثالثِ صاحب
ما زال مجتهداً يُسيءُ إليهِ
أنَّى ينهنهُ ناقمٌ عن ظالمٍ
ولهُ الأيادى السيئات لديه
>>>
و..و.. شكرا