لم يعد أحد فى هذا العالم يعرف ما إذا كان الذى يحدث على ساحاته يستند إلى حقائق واقعية بالفعل أم أن الجميع انغمس فى أداء أدوار تمثيلية كلها أو معظمها يعتمد على فكرة توزيع الأدوار وهى الفكرة التى أجادتها أمريكا بالذات منذ زمن طويل..؟!
لذا.. لا تقولوا لى إن جو بايدن الرئيس الأمريكى سيقطع علاقته ببنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ثم سرعان ما يعلن أنه وبلاده وأحبابه وأصدقاءه يؤيدون الإسرائيليين قلبا وقالبا..!
أيضا.. لا تحاولوا إيهامى بأن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى عندما تتحدث فلا تتحدث باسمها لكن باسم إدارة بايدن وبالتالى عندما تقف لتتكلم فإن كلامها يجيء خليطاً من الوضوح والغموض.. ومن الفهم والجهل بحقائق الأشياء فى آن واحد..
أيضا هل هذا التمزق الذى أصاب حكومة بنيامين نتنياهو هو الذى سيقود فى النهاية الانهيار الحتمى أم أن الأمر لن يغادر إطار التمثيل المسرحى أو السينمائي؟!.. نحن نسمع أن ثلاثة من أركان الحكومة الإسرائيلية قد قدموا استقالاتهم وأن المظاهرات الحاشدة من جانب أهالى الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس هى التى يقابلها نتنياهو غاضبا ومهددا ومتوعدا ثم.. ثم.. سرعان ما يعود المتظاهرون من حيث أتوا.
على أى حال نحن إذا قمنا بإعادة تحليل الأوضاع بين إسرائيل وحركة حماس فلن نخرج إلا بنفس ما توصلنا إليه طوال الأعوام الماضية أى أن الكراهية متبادلة والغرور هو الذى يحكم ويسيطر والقتل العمدى لأهالى غزة دون تفرقة بين الرجال والنساء والأطفال والأجنة فى بطون أمهاتهم.
وهكذا أعود لأسأل نفس الأسئلة الفائتة:
* إلى أى مدى يصل المقت بين الأخ وأخيه بحيث يترك الاثنان مصالحهما المشتركة ويتفرغان للهامشيات والتوابع غير المؤثرة وكأنهما يفتحان الأبواب أمام أنور وسناء وغيرهما ليحصلوا على ميزات ومكاسب ليست من حقهم؟!.. ولو افترضنا وحدث ذلك هل سيحدد كل من الأطراف المتنازعة شكل أو أشكال العلاقات الأساسية المتبعة فى هذا الصدد أى a.b.c.d أم سيتركون بعض التشطيبات التى تحتاج جهداً وعملاً أكثر من البنيان الأساسي..؟!
>>>
إذن.. لقد وصلت إلى «مربط الفرس» كما يقولون لنتأكد من جديد أنه ليس من مصلحة إسرائيل ترك الحبل على الغارب ثم الانزواء لحقبات زمنية أخرى قد يصل صداها إلى عدة ملايين من الدولارات..؟
المهم الآن ماذا عسانا فاعلين بعد أن تكشفت الأحوال أمام عيوننا دون تدخل طرف من الأطراف سواء الذى له صلة أو ليس كذلك .. بالنسبة لنا نحن فلن يغمض لنا جفن طالما أن الشعب الفلسطينى يعيش هذه المعيشة التى قوامها الذل والهوان والخنوع والاستسلام وسوف نظل ندافع عن مبادئنا وعن حق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً..
>>>
و.. و.. شكرا