يتصور من يتصور أن البيانات النظرية لا تحرر أرضا ولا تشفى غليلا.. وأنا شخصيا أعترف بأننى كنت ضمن هذه الاتجاهات أو التوجهات بعد أن عايشت سقوط الجماعات والنشاطات العربية الواحدة تلو الأخري.
>>>
وإذا كانت تلك الرؤى جاءت بعد ثورة يوليو 1952 فقد كان هذا اتهاما غير مبرر لجمال عبدالناصر الذى عاب عليه البعض لجوئه لمبادرة روجرز فى حين أنه كان فى ذلك الوقت يقود حرب الاستنزاف بهدف الرد على هزيمة يونيو 1967 وإن كان قد رحل مبكرا وقبل أن يستكمل بناء الجيش المصرى وقد جاء من يخلفه بكل شرف وأمن وأمان.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن مقولة السادات بعد انتصار أكتوبر إن مصر قد أصبح لها سيف ودرع.. قد شجعت الجمع الكبير على زيادة قوتهم قوة وبسالتهم بسالة.
ثم..ثم.. لقد كان امتزاج العقل الجمعى مع جذور الوعى الوطنى الذى يسير قدما نحو الأمام قد شكًّل إطارا متعمقا ومحدد الرؤية السديدة..
>>>
وجاء الرئيس الراحل حسنى مبارك ليكرر بأن مصر تبنت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الآن ولن تتخلى عنها أبدا.
>>>
..وتــأكيدا لنفــس المعـــانى الثوابت المصــــرية الــــــراسخة.. يضـــع الرئيس عبدالفتاح السيسى النقط فوق الحروف بكل دقة وصراحة.
ولعل الموقف الشجاع والصريح والذى يتجلى أمام القاصى والدانى من بين ما تجلى فى ذلك البيان الذى أرسلته وزارة الخارجية أمس وقالت فيه إن مصر تدين بأشد العبارات قرار الاحتلال الإسرائيلى بالموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة فى الضفة الغربية المحتلة فى استفزاز وانتهاك صارخ للقانون الدولى والحقوق الفلسطينية ويرفضه المجتمع الدولى المتطلع إلى السلام على أسس عادلة .
وإن مصر تشدد على ما يمثله هذا القرار من مخالفة فادحة لقرارات الشرعية الدولية.. وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن بما فى ذلك قرار 2234 بالإضافة إلى الرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية.. وتؤكد مصر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطينى ومطلب دولى مشروع لا رجعة فيه.. وأن المستوطنات الإسرائيلية ليس لها أى أساس قانونى وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولى واتفاقيات جنيف الرابعة التى تؤكد عدم جواز قيام دولة احتلال بأن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها إلى الأراضى التى تحتلها.. كما تشكل المستوطنات الإسرائيلية عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل.
>>>
وفى النهاية تبقى كلمة:
يا سادة كفوا عن اللعب على الحبال وعن توزيع الاتهامات جزافا وعن مجرد التفكير فى تخلى مصر عن مسئولياتها تحت وطأة أى ظرف من الظروف.
>>>
و.. و.. شكرا