هل من المنطق فى شيء أو من العقل فى أشياء أنه فى الوقت الذى تخطو فيه مصر خطوات وثابة إلى الأمام.. ويتجه شعبها بكل ما أوتى من قوة لبناء جمهوريته الجديدة القائمة على العلم والعمل الجاد والإخلاص واليقين..!
أقول: هل معقول أن يحدث ذلك بينما معديات عبور نهر النيل البدائية مازالت تنقل إخواننا وأهالينا من الضفة الشرقية للنهر إلى الضفة الغربية والعكس من خلال معديات متهالكة قديمة وتحمل من بين ما تحمل قطعانا من الحمير والبغال والبقر والجاموس فتكون النتيجة غرقها وغرق ما فيها من إنس وحيوان وجماد؟!
منذ أيام غرقت المعدية التى تعبر نهر النيل من قرية نكلا بمحافظة الجيزة إلى مدينة شبين القناطر ولا أريد أن أقول قرية إذ تتوفر بها كل مقومات المدنية الحديثة وأبناؤها من تجار اللحوم والأسماك سواء بسواء يركبون أحدث السيارات وأغلاها فكيف بعد ذلك يسمحون بهذا الوضع الذى ليست له حدود..؟!
>>>
ولعل ما يثير الدهشة والعجب أن التصريحات التى تصدر من مسئولى تشغيل المعديات لم تتغير على مدى الأزمنة والعصور ومن بينها: المعدية انتهى عمرها الافتراضى وصاحبها لم يحاول تجديدها وبالتالى إصدار التراخيص الذى يضم فى بنوده سلامة الركاب؟!
ملف التشغيل غير موجود ولم يجئ أحد لفحص المعدية وتحديد ما إذا كانت قادرة على عبور النهر العزيز أم سرعان ما تغمرها المياه..!
إذا ما تحركت واحدة فوق سطح المعدية.. التراخيص تصدر من وزارة الرى دون أدنى تنسيق مع وزارة الحكم المحلى وبالتالى عندما تحل المأساة سرعان ما يتبادل كل هؤلاء الاتهامات فيما بينهم ثم يتم إخراجهم من سرايات النيابات بشرط تقديم شهادات الصلاحية الجديدة.
وطبعا لا أحد يعرف ما إذا كانت تلك الشهادات صادرة بالفعل من الهيئات المختصة أم أن الحكاية كلها تستهدف تهدئة خواطر أهالى القتلى والجرحى ثم سرعان ما تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.
>>>
على الجانب المقابل ربما لا تدرى مجموعات كبيرة من المواطنين أن معظم الذين يستخدمون المعديات البدائية هم فى الأساس يملكون الثروة والنفوذ وأيضا القوة بحكم انتمائهم لجماعات رسخت أقدامها فى المنطقة بالأصوات العالية والخناقات المزعومة والتى سرعان ما تنشب وسرعان ما تنفض..!
>>>
أيضا فإن ما طرأ على تلك المعديات من تغير يقتصر على زيادة التعويض الذى بدأوا يصرفونه لأقارب القتلى والذى بلغ هذه المرة 200 ألف جنيه لأسرة المتوفى.
>>>
و.. و.. شكرا