العلاج الطبى الآن.. أصبح يهتم بالنفس مثل الجسد ألف مرة ومرة.. ولم يعد الطبيب الواعى والفاهم يتعامل مع القولون أو الكلى أو الكبد أو الطحال قدر اهتمامه بالضحكة العالية وماراثونات الجرى والباسكت بول وغيرها وغيرها.
>>>
وأمس اصحبنى صديق لى يشغل منصبا كبيرا إلى د.هانى ذكى الدين أستاذ الأمراض والمخ والأعصاب بكلية طب عين شمس.
وكم بلغت دهشتى وأنا أستمع وأرى الطبيب الشهير وهو يطلق ضحكة عالية فور أن لقى الطبيب والصديق فى آن واحد.. فى نفس الوقت الذى تعرض فيه إلى نفس الضحكة ونفس رد الفعل الذى عاش معه المريض نحو نصف ساعة كاملة.
>>>
قال الطبيب: طبعا أنت تريد أن أقول لك إن مرضك اليوم بلغ مرحلة حساسة من مراحل الخطر إلى الأسوأ.. وأن العلاج سهل ويحتاج تكاليف باهظة.
ثم استأنف د. هانى الحديث:
أبدا.. فلا تطور إلى الأحسن ولا نكوص للوراء كل ما هنالك أنك مطالب بأن تمارس البسمة وأنت تعرف معناها وأيضا أن تمسك بيد زوجتك وأنت تعتبرها البسمة الوحيدة فى هذا الكون.. ثم وهذا هو الأهم ألا ترنى وجهك مرة أخري.
>>>
ثم..ثم.. أخذ الطبيب الأستاذ يشرح:
ماذا تريد أن يحدث لك مثل ما يحدث لغيرك فى ظل هذه الحرب الضارية التى يفقد خلالها آلاف الصبية حياتهم ويتم إبادة شعب عربى واغتصاب أرضه ويُحرم أطفال من الطعام والشراب؟!
نحن جميعا يا صديقى تعترينا ذات المشاعر لكن هناك فرقا بين مشاعر الدم وأحاسيس الدموع.. وأشكال الأذرع المبتورة والأذرع الممزقة.
إن أبلغ ما تتمناه إسرائيل أن تحول العرب جميعا إلى أجيال وأجيال من المكتئبين لكننا بفضل الله سبحانه وتعالى سننتصر عليهم وعلى كل من يؤيدهم فى الحاضر والمستقبل.
>>>
و..و..شكرا