كم كان يتمنى من تمنى أن يكون موقف صندوق النقد الدولى تجاه الاقتصاد المصرى غير ما تضمه آخر التقارير الصادرة عنه منذ أيام قليلة فقط..!
لقد قال تقرير الصندوق إن هذا الاقتصاد يتعافى بجدية رغم الإجراءات الصعبة التى هى والحمد لله يتحملها المصريون عموما بصدور رحبة وبلا تبرم أو ضجر.
ومع ذلك فإن صندوق النقد يسير فى اتجاه والجماهير الغفيرة تسير فى اتجاه آخر..
مثلا.. ما يهم الصندوق أن تتدعم الثقة المتبادلة بينه وبين الأغلبية العظمى من الناس لكن كيف يتحقق ذلك والأسعار ترتفع ومعدلات التضخم لا تقل عن 12 أو 13 ٪؟!
فى إبريل عام 1961 تم بناء سور برلين لمنع أبناء ألمانيا الشرقية من الهروب إلى أولاد أعمامهم أو خالاتهم المقيمين فى الغربية ورغم التصريحات الصادرة ضد كل من يفكر فى القيام بتلك المغامرة إلا أن جوانب هذا السور طالما شهدت حوادث قتل أو اعتقال غير محدد المدة.
لذا.. عندما انهار الاتحاد السوفيتى عام 1991 وانفرط عقد الدول التى كانت تسير فى فلكه اندفع أهل الشرقية بالآلاف متجهين إلى الجانب الغربى.
ولعل ما أثار الدهشة أن ألمانيا الغربية كان مستوى المعيشة بها مرتفعا ومرتفعا جدا ورغم ذلك ارتضى الشراقوة أن يتحملوا ارتفاع الأسعار وأن يتحول صاحب السيارة السوداء إلى منادٍ بالشوارع والميادين وهو سعيد ومسرور.. المهم أنه تم تحريره من أسر الشيوعية.
>>>
من هنا عندما حدثت طفرة فى الأسعار وفى نوعية السلع والبضائع تعهد أبناء القطاع الشرقى فى ألمانيا سابقا بتحمل كل العقبات والصعاب.
والآن.. يعيش أبناء ألمانيا الموحدة حياة رغدة حيث لا فرق بين صغير أو كبير.
>>>
ولقد حدث عندنا فى مصر وإن كان القياس مع الفارق أن بدأ الناس هنا وهناك يعدون العدة إلى مغادرة منازلهم وأشغالهم إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
و..و.. تمر الأيام والناس صابرون ومجتهدون حتى تتحقق أحلامهم.
نفس الحال بالنسبة للمصريين الذين قرروا أن يتحملوا الأعباء مهما كان حجمها حتى يخرجوا من عنق الزجاجة وبكل المقاييس لو لم يفعلوا ذلك ما خطوا خطوة واحدة إلى الأمام.
>>>
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن أبناء هذا الوطن الحبيب قرروا خوض التجربة إلى نهايتها حتى جاء اليوم الذى اعترف فيه صندوق النقد بأن الاقتصاد المصرى أصبح قادرا على إحراز تحسن ملموس فى مستوى معيشة المواطنين.
الحمد لله ولننتظر ما هو أجدى وأفضل وأحسن..
وإن غدا لناظره قريب.
>>>
و..و..شكرا