لعل مشهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع نائبه فى مكتبه البيضاوى الشهير قد جذب انتباه الشرق والغرب.. حيث لم يكن يحدث ذلك من قبل إلا فيما ندر فضلا عن أن نائب الرئيس أبدى رغبته الملحة فى المناقشات التى تجرى بين الرئيسين وبالفعل كان له ما أراد.
أيضا لم يكن الرئيس زيلينسكى يتوقع هذا السيناريو الغريب وإلا فقد كفر بتلك العبارات النظرية والصور والكليشيهات بشأن الحرية والديمقراطية بعد أن رأى بعينيه أن القرار تحركه السمة الديكتاتورية بكل معانيها وأشكالها وبالتالى كان الرئيس أمام خيارين إما أن يرفع نبرة حواره مع الرئيس الأمريكى أو أن يتحدث بصوت منخفض موجها عينه نحو الأرض وليس صوب الرئيس..
وواضح أنه تحمس للخيار الأول ليتجه مباشرة إلى الطائرة التى استقلها لبلاده.
>>>
بديهى أن زيلينسكى استمر طوال الطريق يضرب أخماسا x أسداس حول الاستقبال من جانب أبناء شعبه الذين قد يتهمونه بإساءة العلاقات مع الحليفة الكبرى ومع الممول الرئيسى لتكاليف حربهم ضد روسيا والتى بلغت وفقا لما ذكره الرئيس ترامب 100 مليار دولار لكن ها هى الأيام تثبت أن الشعوب تكره سياسة المعايرة والمن والإذلال والتلويح مرارا وتكرارا بإغلاق منافذ التمويل وبالتالى تدفق الملايين إلى المطار ليرفعوا صور الرئيس العائد من جلسة الكرامة بمظاهرات التأييد الصادقة..
ثم..ثم.. لقد خرج زيلينسكى من دائرة الشكوك والمخاوف إلى أهم حقبة فى حياته حيث أيدت معظم دول أوروبا كل ما بدا منه داخل البيت الأبيض أمام الزعيم الذى يريد إخضاع كل الدنيا لسطوته وسلطاته.
>>>
من هنا إذا كان سفاح القرن بنيامين نتنياهو قد انتوى إعادة الاعتداء على الفلسطينيين سواء فى غزة أو الضفة الغربية فليعلم مسبقا أنه لن يجد تلك المساحة الشاسعة من التأييد والانحياز لقنابل إسرائيل ومدافعها وصواريخها فى نفس الوقت الذى ستقابل فيه حركة حماس العدوان الجديد بردود فعل صارخة ربما تتمثل من بين ما تتمثل فى عمليات خطف واغتيالات وصواريخ مازال لديها منها الكثير والكثير حتى الآن.
>>>
إذن ليس أمام الطرفين سوى أن يتعلما من الدروس القاسية وأن يعترفا بينهما وبين أنفسهما بأن نيران الهزيمة أقرب إليهما من خيالات الانتصار ..!
و.. و.. والأيام بيننا.
>>>
و.. و..شكرا