لعل من أهم الميزات التى يتمتع بها الحكم فى مصر حالياً أنه لا يحصر نفسه داخل إطار واحد بل يمتد ليشمل كافة مجالات الحياة ويقيم صلات عديدة مع الشرق والغرب.. الأمر الذى يجد تقديراً إقليمياً ودولياً لا حدود له.
أقول ذلك بمناسبة حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على التحدث أمام اجتماع اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات النيباد التى يتولى رئاستها مركزاً فى حديثه على صندوق التنمية الافريقى وكذلك الخطة العشرية الفنية لتنفيذ أجندة 2063 بهدف التغلب على التحديات التى تواجه مسيرة التنمية فى القارة السمراء مثل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتراجع معدلات الأمن الغذائى وأمن المياه والطاقة.
بكل المقاييس.. لا يتحدث عن هذه الأزمات إلا من خبر القضايا برمتها ودرسها دراسة متأنية وشغل باله بها من أجل صالح الإخوة الأفارقة وما يلقونه من مشاكل فى حياتهم الجارية وهذا هو الفرق بين رئيس تناسقت أقواله مع أفعاله ورؤساء آخرين يتصورون إن التجاهل والتهديد ورفع سلاح المعونات.. عناصر كلها يمكن أن تؤثر فى حياة الشعوب وهذا هو الخطأ بعينه، فالشعوب لا بد أن تكافح من أجل تحقيق مصلحتها مستجيبة للقدر الذى لابد وأن يحقق لها ما تريد.
>>>
إذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الموقف الغريب الذى يتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لابد أن يؤدى إلى تعقيد المشكلة الفلسطينية أكثر وأكثر.!
مثلاً.. يعنى إيه أن حركة حماس سوف تعانى من جحيم لن يطاق إذا ما تأخرت عن تنفيذ الباقى من اتفاق الأسرى فى موعده المحدد يوم السبت القادم..
بديهي.. لم يخضع قادة حماس لهذه التهديدات بل ردواً عليها بتهديدات مثلها مؤكدين أنهم نذروا حياتهم للدفاع عن أرضهم ووطنهم وعرضهم وليس هناك من سبيل آخر إلا الاستشهاد انتماء وحبا للأرض التى تعاهدوا أمام الله سبحانه وتعالى أن يذودوا عنها طائعين مختارين.
>>>
على الجانب المقابل فإن الثوابت المصرية لن تتغير ولعل خير شاهد وأبلغ دليل ما أسفر عنه اللقاء الذى تم بين وزير خارجية مصر ونظيره وزير خارجية أمريكا والذى أعلن بعده الوزير الأمريكى أن الرئيس ترامب سيجبر المصريين والأردنيين على ضرورة قبول الفلسطينيين بينهم وفوق أراضيهم وبذلك يتناسى الرئيس الأمريكى ترامب أن التطهير العرقى والتهجير القسرى يتنافيان مع أى قانون دولى أو شرعية دولية لكن المشكلة وماذا بعد؟!
>>>
أصارحكم القول بإن القادم سيكون أخطر وأخطر وأكثر دموية وأشد ظلماً على شريحة من البشر يستحيل أن يقبلوا بعيشة الذل والهوان..!
من هنا فالرجاء كل الرجاء أن يتولى معاونو الرئيس ترامب تبيان ماذا يقوله القانون الدولى وماذا لا يقوله خاصة وعلى سبيل المثال إن الرئيس أعلن أن القوات العسكرية الأمريكية ستقوم بإزالة الألغام والمتفجرات.. التى تمتلئ بها شواع غزة بينما القوانين الأمريكية ذاتها تمنع قواتها من القيام بهذا العمل فما هو الحل إذن؟
هل سيقدم الرئيس على مخالفة قوانينه التى يعتبر هو المسئول الأول عن احترامها؟
>>>
ثم.. ثم.. فإن الرئيس ترامب عليه أن يتوقف مليا أمام تصريحات قادة حماس بأن أرضهم ليست للبيع أو المساومة أو التأجير أو التهجير..!
فخامة الرئيس أرجوك.. أرجوك أن تكون داعماً للسلام لا مشجعا لقرارات الحرب والهلاك..!
>>>
و.. و.. شكراً