قبل أن يبدأ الرئيس الأمريكى «القديم الجديد» تولى منصبه رسميا قام بضرب القوانين والقواعد المعمول بها عرض الحائط دون أن يشغل باله باعتراضات الأجهزة التنفيذية أو غير التنفيذية.. أول هذه الخروقات إقامة حفل تنصيبه داخل مبنى الكابيتول لأول مرة فى التاريخ بحجة برودة الجو وعدم تحمل قسوته غير المسبوقة.. ثم.. الأهم والأهم إصراره على أن يحضر الحفل مؤيدوه الذين سبق أن أدانهم القضاء بممارسة العنف ضد أعضاء الكونجرس أيام كان نفس الرئيس رافضا نتيجة انتخابات عام 2020.
>>>
أما فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية ضد أهالى غزة فقد بدا ترامب حتى الآن أنه لا يعترف بما يجرى بين الطرفين مكتفيا بمصّ شفتيه رافعا اصبع يده ولم يعلق نفس الحال بالنسبة للأوضاع فى لبنان حيث لم يشأ أيضا أن يعلق على تصريحات نبيه برى رئيس البرلمان اللبنانى الذى أعلن أمس فى تصريحات علنية أنه طالما أن الله سبحانه وتعالى موجود، فحزب الله يبقى موجودًا..!
>>>
المهم.. هكذا شاءت الظروف أن يتم وقف إطلاق النار فى غزة قبل ساعات من دخول ترامب البيت الأبيض..
واضح أن الرئيس العائد سوف يرفع سلاح الشدة والحسم والمحاسبة ضد من لا يحترم قرار وقف إطلاق النار وقد تحددت الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم لبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وبحكم نذالة الإسرائيليين المعهودة واللف والدوران حول أى معاهدات أو مواثيق رسمية فقد أمضوا الأيام الثلاثة الأخيرة وهم يقصفون نساء وشيوخ وأطفال غزة بلا رحمة أو شفقة مهددين فى نفس الوقت بأنهم سيعاودون استئناف العمليات العسكرية فى غزة بعد انتهاء مدة الهدنة الأولى وهى 42 يومًا.
على الجانب المقابل أعلنت حركة حماس أنها سوف تعيد نشر قواتها فوق أرض القطاع لاسيما وأنه لا يوجد بند فى الاتفاقية يمنعها من ذلك.
>>>
على أى حال إذا أراد ترامب أن يؤكد زعامته الدولية بحق وحقيق فعليه بذل أقصى الجهد لتنفيذ حل الدولتين فهو الضمان الوحيد لغرس بذور السلام فى الشرق الأوسط أما التطويل أو التسويف أو التردد السخيف.. فلا يجلب سوى مزيد من العنف والعنف المضاد أو بالأحرى الإرهاب ثم الإرهاب بصرف النظر عن الآثار الموجعة التى حلت بالفلسطينيين بعد واقعة طوفان الأقصى حسب التسمية التى أطلقوها يوم 7 أكتوبر عام 2023 منذ أن شن سفاح العصر بنيامين نتنياهو أحط وأقذر حرب فى التاريخ.
واضح كذلك أن إسرائيل سوف تتحجج بحكاية الأسرى وكيف ستزعم أن الذين تسلمتهم ليسوا هم من ظلوا فى انتظارهم طوال تلك المدة الطويلة كما أن الجثث ليست هى الجثث التى يريدونها.
وما تقوله حماس لن يختلف كثيرًا.. لذا.. الله وحده سبحانه وتعالى هو الأعلم بما ستصير إليه الأمور خلال الفترة القادمة.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
لقد بذلت مصر جهودا خارقة من أجل التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار ومع ذلك فإن نظرتها أوسع وأشمل وأسبق عندما دعت إلى مؤتمر دولى يبحث ويرسم ويطبق إجراءات ووسائل تعمير غزة.. لكن فى ظل حسن النوايا وصدق المعاملة والإخلاص فى القول والعمل فسوف يستمتع أعضاء حركة حماس وغيرهم بنعيم الدفء الذى يعودون إليه بعد 15 شهرًا من الذل والهوان والتشتت والجوع والعري.
>>>
و.. و.. شكرًا