قبل كل شيء أحيى مجلس الوزراء ورئيسه د.مصطفى مدبولى على هذا التوجه الجديد والحميد المتمثل فى تلك الكلمات الرقيقة والمعبرة فى نعى الفنان الراحل نبيل الحلفاوى وتقديم العزاء لأسرته.
لقد وصف د. مدبولى المرحوم نبيل الحلفاوى بأنه قامة فنية شامخة .. نعم نحن لم نتعود على أن يأخذ مجلس الوزراء هذا الموقف المشرف إزاء ممثل أو مطرب أو مخرج ..أو..أو.. وبالتالى فإنه فى حالة الحلفاوى يستحق التقدير والشكر فى آنٍ واحد.
على الجانب المقابل فإن ذلك يؤكد للمجتمع بصفة عامة أن من يكد ويجتهد ويجيد ويلتزم بالأسس والمعايير الأمينة والصادقة يصير مثلا وقدوة للآخرين.
والواضح أن نبيل الحلفاوى كان مثار تقدير الوسط الفنى كله بل وما هو أبعد منه لذا كانت ومازالت مشاعر الحزن عليه عميقة وشاملة..
ثم..ثم.. فإن ما يحدث حالياً يثير قضية مهمة ألا وهى أن اختيار الممثل للأدوار التى يؤديها ينعكس رغما عنه على حياته الواقعية فها هو الحلفاوى عمل دور القبطان فى فيلم “الطريق إلى إيلات” وهو فيلم يرسخ مجد العسكرية المصرية وتضحيات كل بنى الوطن من أجل إثبات أن الجيش الذى لا يقهر أصبح من السهل الإيقاع به وهزيمته على أيدى هؤلاء الأبطال..
نفس الحال بالنسبة للممثل الذى يختار أدوارا خليعة أو شبه إباحية سنجد أن الناس يطاردونه فى الشارع منددين به ومهاجمين اسمه وشكله وفصله.
>>>
عموما أريد أن أخلص من ذلك إلى أن الإنسان هو الذى يصنع اسمه وسمعته وتاريخه بنفسه وليس من خلال الآخرين مهما كانوا قريبين منه أو بعيدين.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هو على سبيل المثال ما يسمى المؤتمر العام للصحافة والذى قالوا إنه يضع روشتة علاج للمهنة ومع احترامى للمشاركين فى المؤتمر فإن الموضوعات التى يتناولها ليست جديدة بل تكاد تنطق هى نفسها بنفسها على أنها قد سبق أن ترددت بنفس الصيغة تقريبا ونفس الآراء.. وأنا أحسب أن هذا شيء طبيعى لأن القائمين على تنظيم المؤتمر استبعدوا الخبراء المختصين فى الصحافة القومية والذين يشهد التاريخ أن بصماتهم كانت ومازالت واضحة بل لولاهم ما تقدم هذا النوع من الصحافة منذ زمن طويل.
>>>
هكذا أعود لأقول إن هناك فرقاً وفرقاً شاسعاً بين رؤية مجلس الوزراء وبين الإطار الذى اتخذته نقابة الصحفيين.. وعفواً عفواً المؤتمر لم يأتى بجديد.
و..و.. شكراً جزيلاً