د. على المصيلحى رجل على مستوى عالٍ من العلم والخبرة والشعبية.. حيث تخرج فى الكلية الفنية العسكرية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف فى مجال الهندسة الإلكترونية.
وفور تخرجه سعت إليه شركة متخصصة فى تكنولوجيا المعلومات لتضمه إلى كوادرها واستمر يشغل بها وظيفة مرموقة لمدة 19 عاما متصلة.
وفى عام 2004 تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة هيئة البريد ومنذ الأيام الأولى لتوليه هذا المنصب أحدث تغييرات جذرية بها ويكفى أنه عمل على تطوير الانظمة العتيقة فى هذه الهيئة ليحولها إلى وحدة إنتاجية وخدمية على أعلى مستوى فأقبل عليه العاملون ليعترفوا بأنهم بالفعل أصبحوا ظاهرة مهمة بدأت تشد اهتمام الجماهير فى شتى ربوع مصر..
وبعد أن ذاع صيته أكثر وأكثر أردت أن أجرى معه حواراً صحفياً حيث كنت وقتها أشغل منصب رئيس تحرير جريدة المساء فجاءنى من يبلغنى بأن الدكتور مصيلحى سوف يسعد إذا تم إجراء هذا الحوار فى مكتبى وليس فى مكتبه..
بصراحة أعجبتنى مبادرته وبالفعل جاء إلى مقر الجريدة التى خصصت له مجموعة من أكفأ محرريها لإجراء الحوار.
>>>
هنا يقول د.على المصيلحي: لقد حظيت بنقلة نوعية متميزة ومن يومها نشأت بينى وبينه صداقة رائقة حتى فوجئت يوما بزيارتى دون موعد سابق وبلا ترتيب سواء من ناحيته أو من ناحيتي.. ليقول إنه قرر ترشيح نفسه لمجلس الشعب عن دائرة أبو كبير محافظة الشرقية التى يتمتع فيها بشعبية ساحقة وشددت على يديه وشد على يدي.. بعدها فاز بالعضوية ومرة أخرى ليثبت للناس أنه واحد منهم كما أكد رئيس واعضاء المجلس أنه لا يبغى من عضويته سوى الدفاع عن مصالح الجماهير لاسيما بعد أن أصبح رئيسا للجنة الاقتصادية حتى جاءت اللحظة الحاسمة عندما عرض عليه د.أحمد نظيف رئيس الوزراء فى ذلك الوقت منصب وزير التموين الأمر الذى أوضعه فى حيرة أخرى حيث يتطلب منصبه الجديد ألا يجمع بين الوزارة والمجلس.
لكن عندما نصحته بالبقاء فى المجلس نظر إلى متعجبا ثم انصرف من مكتبي..وفى أعماقه القرار الذى لم يفصح عنه حتى صدر التشكيل الوزارى فى 15 يوليو عام 2004 والذى شمل من بين ما شمل د. على المصيلحي.
ثم.. ثم.. ومنذ أحداث 25 يناير 2011 التى أسفرت عن استقالة حكومة أحمد نظيف الذى تم اختياره بعدها لرئاسة الوزراء مرة أخري.. والتى كان من بينها أيضا على المصيلحى وانطلاقا من ثقته فى ناخبيه رشح نفسه مرة أخرى لمجلس النواب ليفوز بأغلبية ساحقة.. وجاء شريف إسماعيل – رحمه الله – الذى كلف برئاسة الوزارة ليكرر د.على المصيلحى لمنصب وزير التموين مما اضطره لتقديم استقالته من جديد من مجلس الشعب.
>>>
ثم جاء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء الحالى ليضمه إلى وزارته التى مازالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور.
>>>
الآن، بعد هذا العرض الذى اتسم بالحيادية الكاملة.. أقول لـ د.على المصيلحى: ها هى نجاحاتك التى لا يمكن إنكارها.
لا تبتئس إذا اشتدت نبرات الهجوم ضدك.. فالناس فى مصر ينتظرون حلول شهر رمضان بلهفة، ومازالوا يجدون فى لقمة العيش سعادتهم.. والدليل أنهم يتخذون من عبارة »العيش والملح« وسيلة لتنظيم العلاقات فيما بينهم.
من هنا أقول لك نصيحة أخيرة: يكفى العيش.. وابتعد عن الملح.
>>>
و..و..شكراً