من يراجع سجلات التاريخ فسوف يكتشف أن أول حرب نووية اشتعلت عام 1945 بقرار من الرئيس الأمريكى هارى ترومان حيث قامت ثلاث طائرات بضرب مدينة هيروشيما اليابانية بسبب رفض اليابان الاعتراف باتفاق بوستدام الذى قضى بأن تستسلم اليابان استسلاما شاملا للحلفاء ليس هذا فحسب بل إن رئيس وزرائها تجاهل هذا الإعلان من الأصل.
وتقول الوثائق إن هذا الموقف اليابانى أثار غضب الأمريكان فجاءت الضربة القاصمة التى أدت إلى وفاة ما يقرب من 80 ألف شخص خلال دقائق معدودة ثم تتابعت أهوال الموت على ما يقارب هذا العدد وربما أكثر.
أيضا.. هناك عامل آخر غير الغزو يمكن أن يشعل الحرب النووية وهو الثقة الزائدة فى النفس بالضبط مثلما حدث مع الرئيس ترومان الذى كان واثقا تمام الثقة بأن القنبلة النووية سوف لا تبقى ولا تذر وقد كان.
أما العامل الثالث فيدور حول التنافس المحموم بين القوى الكبرى والتى تسعى كل منها إلى اقتحام أسوار التميز العسكرى الفائق بحيث تحمل المعركة الباترة اسم من بدأ فى شن الحرب والتى كان قد اختار لها بالفعل لفظ “الولد الصغير” قاصدا القنبلة الأولى التى ألقيت فوق مدينة هيروشيما فى 6 أغسطس عام 1945 ثم “الرجل البدين” أى تلك القنبلة التى ألقيت فى اليوم التالى مباشرة 7 أغسطس من نفس العام فوق مدينة ناجازاكى والتى راح ضحيتها هى الأخرى نحو 140 ألف شخص.
>>>
من هنا دعونا جميعا نقف فى إصرار وفى صلابة وفى جرأة من هذا التلويح باستخدام القنبلة النووية فى تلك الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وهذا ما أشارت إليه موسكو منذ أيام ويبدو أن الرئيس بايدن لا يريد مغادرة البيت الأبيض دون أن يشعلها نارا فقال فى تهكم بأن حرب روسيا ضد أوكرانيا مضى عليها مائة يوم دون أن تحقق هدفا واحدا وبالتالى لا أحد يستطيع منع أوكرانيا من استخدام السلاح النووى لحسم هذه الحرب.
على الجانب المقابل وإمعانا فى سياسة الإثارة والاستفزاز استخدمت أمريكا “الفيتو” إياه ضد مشروع قرار فى مجلس الأمن يقضى بوقف العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين..!
بالله عليهم.. وسط هذا المناخ الملبد بالغيوم وبالمواقف المسيئة والداعية إلى الإرهاب.. نعم الإرهاب..ألا تسود الشعوب فى أى مكان فى العالم مشاعر الخوف والفزع من أن حربا نووية محتملة تشتعل بين يوم وآخر؟!
والجواب لك.
>>>
و..و..شكرا