اســتكمالاً لمقـــال الأمس الذى كنــت قد أشرت فيه إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حريص على أن يعقد فى هذه الآونة اجتماعات مع شخصيات مؤثرة فى تاريخ العالم.. شخصيات لها دورها التاريخى المشهود وأيضًا تحمل بين جنباتها آراء.. ومقترحات.. ومبادرات تستحق التأمل والدراسة والشراكة أحيانًا إذا اتفقت الظروف.. واستنادًا إلى هذه الحقائق فيمكن القول إن لقاء الرئيس السيسى بأنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا يعكس دلائل عديدة لاسيما أن ماليزيا اشتهرت فى علاقاتها الدولية بعدم الاعتراف بسياسة الغرور أو الضغط أو شهادة إثبات بأنها وأنها فقط تعيش فى هذا الكون.
ولقد أثار تعبير “مصر الصوت الجنوبى العالمى” تقدير واحترام الكثيرين على مستوى العالم لأنه مصطلح ينم – كما أشرت – عن الغيرية وعن الثقة بالنفس وعن الاعتراف بالحقيقة مجردة ودون أى تزويق أو تجميل.. إن معنى ذلك أن ماليزيا تجد فى قدرات مصر وفى كفاءتها وفى نزاهة سياستها القدوة والمثل وبالتالى لم تتردد فى أن تضعها فى المقدمة سياسيًا واقتصاديًا.
واسمحوا لى أن أذكر هنا حكاية طريفة تؤكد ما أقوله.. فقد كنت فى زيارة مرة لماليزيا وفى رحلة العودة لازمنى أنور إبراهيم فى الطائرة وفى السيارة التى تقلنا من المطار إلى مقر الإقامة وقد تصادف أننى “والأخ أنور” كنا نحمل عربتى أطفال وما إن خرجنا من الدائرة الجمركية حتى صاح أحد المتواجدين.. يا سلام صناعة جيدة مائة * المائة وربما تكون أرخص من غيرها.
وابتسم رئيس وزراء ماليزيا ولم يعلق لأن العربتين من صنعهم وليس من صنع مصر لكن الرجل بحكم النهج الذى يسيرون عليه لم يجد أى غضاضة فى ذكر الحقيقة.
>>>
ولقد جاء يوم على ماليزيا اعتبرت فيه أحد النمور الاقتصادية الستة فى آسيا واتجه أبناؤها إلى بذل مزيد من الجهد لكى يتقدموا صناعيًا أكثر وأكثر لكن للأسف تعرض النمور إلى مؤامرة أمريكية وأوروبية أعادتها إلى الوراء كثيرًا وكثيرًا جدا لكن يحسب للإخوة الماليزيين أنهم قاموا من عثرتهم لتعويض ما فاتهم مؤكدين أنهم فى الطريق للأفضل.
>>>
تبقى علاقة ماليزيا بإسرائيل وهى علاقة بدأت طيبة ثم سرعان ما اتخذت الحكومة الماليزية إجراءات صارمة ضد كل ما هو إسرائيلى بسبب عدوانهم على غزة وعلى لبنان.. لدرجة أن جواز السفر الماليزى العالمى مدون فيه “يسمح بالسفر إلى جميع دول العالم ما عدا إسرائيل”.
وهكذا يظل بنيامين نتنياهو يدفع ثمن غلوائه وجنونه وتطرفه إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولاً.
>>>
و.. و.. شكراً