هكذا بدأت أبعاد المؤامرة تتكشف.. مؤامرة إيجاد شرق أوسط جديد.. اتخذت أمريكا إسرائيل أداة رخيصة فى سبيل تحقيقه رغم أنها فى العلن تزعم بغير ذلك.. وتدعى أنها لا تريد توسيع دائرة القتال حتى لا تشتعل منطقة الشرق الأوسط بالنار أكثر وأكثر الأمر الذى يهدد الرعايا الأمريكان والأوروبيين بل تصل شراراته إلى مقر دار هؤلاء الخبثاء.
>>>
أقول ذلك بمناسبة البيانات التى تصدرها إسرائيل عقب بدء الحرب البرية ضد لبنان بساعات والمفاجأة التى لم تتوقعها من حزب الله الذى أكد أن اغتيال أمينه العام حسن نصر الله لم يؤثر على قدراته وتنظيماته مما جعل بنيامين نتنياهو يتراجع عن تهديداته الاستفزازية التى شابها الغرور والصلف والتكبر مشيرا إلى أنه لا ينوى التوغل بقواته داخل أراضى لبنان بل مجرد تأمين الحدود معه.. وطبعا هذا يختلف عما كان يتردد حتى ساعات قليلة مضت.
على الجانب المقابل فإن السؤال الذى يثور:
بعد تلك التهديدات والتحذيرات الحاسمة من جانب كلٍ من الصين وروسيا.. هل يمكن أن يكون الصراع قد بدأ يأخذ طريقه بالفعل فى التوسع.. والاتجاه إلى نهاية أبعاد الخطر بأسرع ما يمكن؟!
لقد كان موقف كلٍ من الصين وروسيا ودول عديدة أخرى من حكاية شرق أوسط جديد رافضا ومحتجا ومنبها إلى التداعيات الخطيرة التى يمكن أن تنشأ عن هذه الأفكار السخيفة والاستفزازات التى قد تؤدى إلى مزيد من الاضطرابات وأعمال العنف والإرهاب وبالتالى فليتحمل كل طرف نتيجة أعماله وأفكاره ومطامعه..و..و..حماقاته.!
>>>
ربما يقول من يقول.. إن هذه التصريحات الروسية والصينية يمكن أن تذهب أدراج الرياح كما حدث فى وقائع عديدة سابقة لكن لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث حاليا حيث إن أمريكا بالفعل ليست على استعداد أن تفتح جبهات عديدة بعد تورطها فى حرب أوكرانيا وبعد تشجيعها لإسرائيل على عمليات الاغتيال لزعماء المقاومة العربية.
وفى جميع الأحوال دعونا نرقب وننتظر..
>>>
ثم..ثم.. ألا يدور بخلد العالم أو المجتمع الدولى إياه أنه فى الوقت الذى يوجد من يشجع على الإضرار بالبشرية بصفة عامة وبعض شعوبها بصفة خاصة هناك من يرسخ دعائم السلام والعدل والقانون وتوفير شتى سبل الحياة الكريمة لأبناء شعبه.
طبعا.. أقصد الرئيس عبد الفتاح السيسى ضاربا المثل بما ذكره بالأمس خلال لقائه أعضاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية معربا عن تقديره البالغ لدورها فى إقرار منظومة العدالة والتقاضى فى مصر وما تقوم به مؤسسات القضاء العريقة لإعلاء العدالة الناجزة وسيادة القانون بما يسهم فى ترسيخ السلام المجتمعى وحماية منظومة الحقوق والواجبات على النحو الذى يعزز أسس واستقرار الوطن مع الأخذ فى الاعتبار أن لا أحد فوق القانون.
>>>
غنى عن البيان أن هذا ليس كلاما مرسلا بل إنه بمثابة دستور للبلاد يحدد أشكال العلاقات بين أفراد المجتمع وأيضا خارج الحدود بحيث يدرك القاصى والدانى فى أى مكان بالعالم أن مصر هى الأمن والأمان وتقدير الإنسان لأخيه الإنسان فلا أحد يعتدى على أحد ولا قوى يزعم أنه قادر على هزيمة الضعيف.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
سوف يجىء يوم قريب وقريب جدا.. يتأكد فيه أن ثمة فروقا كبيرة بين من يبنى ويعمّر ويشيد ويبذل أقصى الجهد لمساعدة الآخرين وبين من يبنى سياساته أو بالأحرى توجهاته على الغبن والمكر والزيف والضلال استنادا إلى المبدأ الأخلاقى: لا يصح إلا الصحيح.
>>>
و..و..شكرا