هل أدرك الأعداء المتقاتلون أن التهديدات بالانتقام تضر أكثر مما تنفع وأيضا تكرار العمليات العسكرية أو بالأحرى ذكر العمليات العسكرية يسمح للطرف الآخر باتخاذ مزيد من الاستعدادات كما يتيح لأفراد هذا الطرف أو ذاك فرص التفوق أو الابتعاد أو الاتجاه إلى أهداف ليست هى نفس الأهداف؟!
>>>
أقول ذلك بمناسبة التهديدات التى أخذ حزب الله اللبنانى يرددها بين كل ساعة وأخرى بشأن اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس وكيف أن هذه العملية الخسيسة لن تمر دون عقاب.. أقصى عقاب..
وعلى غير المتوقع جاء الرد هذه المرة باغتيال نائب رئيس حزب الله وقائد عملياته العسكرية..
وواضح أنه كان ردا انتقاميا موجعا مما دفع بحسن نصر الله إلى أن يعلن جهارا نهارا بأن اغتيال إبراهيم العقيل نائب رئيس حزب الله وقائد عملياته العسكرية يعد ضربة إنسانية وأمنية ضد الحزب وضد تشكيلاته وإن كان الأمر يحول دون الاستمرار فى سياسة العنف والشدة ضد هؤلاء الذين قد يتصورون أن الصفوف قد انشقت أو أن تمزيق الأجساد قد أصبح مطلبا ملحا أو حتى ضروريا.
>>>
ثم.. ثم هل وصل إلى فكر حزب الله بأن عملية اغتيال إبراهيم العنتيل الذى هو القائد البارز فى الحزب قد بدأ التخطيط لها منذ 15 سنة وخلالها تم رصد 7 ملايين دولار لكل من يقدم معلومات عنه.
طبعا لا أحد يعلم ما إذا كان حسن نصر الله على بينة مما حدث فى الأمور أم لا يدرى شيئا وفى الحالتين تكون المصيبة أعظم.
باختصار شديد أود أن أخلص من كل ذلك بأن التهديد بالانتقام سواء كان ماديا أو معنويا أو أمنيا يأتى عادة بنتائج عكسية ليس فى ميدان القتال فقط بل أيضا فى التعاملات المادية بين الأفراد.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن التهديدات التى أطلقتها بعض البنوك بشأن إلغاء الفوائد على المدخرات ردا على الظروف الاقتصادية التى ألمت بالمصريين خلال فترة زمنية معينة.. هذه التهديدات أسفرت عن إقبال الناس على إيداع أموالهم فى البنوك وليس العكس والدليل هذا الحجم الهائل من الودائع الذى وصل إلى 11 تريليونا و8 مليارات حتى شهر واحد مضي.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
لقد آثرت الربط بين التهديدات العسكرية ونظيرتها المالية لأؤكد لك عزيزى القارئ أن العلاقات بين الناس فى مجتمع واحد أو وسط مجتمعات متعددة لا تسير دون إطارات محددة بل لها قواعدها وأصولها وأن كلا منها قد تتغير وتتبدل لكنها فى النهاية تخضع لناموس سماوى واحد يقر العدل ويرسخ مبادئ المساواة بين البشر.. كل البشر.
>>>
و..و.. شكرا