كانت أسعد اللحظات في حياة الصحابة أجمعين أن يجتمعوا معا بعد أداء صلاة الفجر للاستماع إلى نصائح الرسول الكريم وإلى توجيهاته وإلى تعليمهم أصول دينهم وفهم ما غاب عنهم منها.
>>>
أنا شخصيا أتصور منذ أن من الله علي بنعمة الإدراك أنني لو كنت في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لنهلت من منابع فكره وأعماق أعماق القيم والمعاني التي جاء بها والتي عاش من أجلها مثلا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :»من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
هذه الأحاديث الثلاثة ولا أقول حديثا واحدا كفيلة بأن تحقق لك في الأرض وبعد الحياة الأمان والشعور بالإيجابية وإغلاق أي أبواب من شأنها تسريب اتهامات أو تجاوزات في حق الغير.
>>>
إنها قواعد وأساسيات المجتمع– أي مجتمع– الذي يضم من هم أهل الخير وأيضا من هم ليسوا كذلك.
وسط هؤلاء أو أولئك فإنك حينما تتفاهم مع جارك بالود والصدق والصراحة فأنت رابح بكل المقاييس.. رابح في الدنيا لأنك لن تضيع وقتك في هامشيات وفرعيات ورابح في الآخرة لأن هذا الجار سينطق بالحق ويضع شهادته في صالحك بينما أنت وهو يقضيان أصعب الأوقات واللحظات.
نفس الحال بالنسبة للضيف العزيز سواء كنت تعيش معه حياة آمنة أو مشاكل أو حياة أخرى وسلوكيات مغايرة.
إن حديث الرسول طالبك بإكرام هذا الضيف وهذا الكرم لا يتمثل في الشراب والطعام فقط بل في أن تبدي له من آيات الترحيب وأساليب السعادة معا تحت سقف واحد بل أن تستشعر من أمامه من أين تأتي مكامن الخطر وكيف تتصدى لها أنت وأهل بيتك.
>>>
ثم.. ثم نصل سويا إلى النصيحة الشاملة والجامعة والتي من خلالها يزرع المرء في قلبه بناء على تعليمات من الله سبحانه وتعالى معاني الإيثار والتضحية والفداء لأن ما تفعله وأنت تنظر للأمور بنظرات متسعة وقدرتك على التحكم في أحاديثك وكلماتك وتجاربك فإذا أدركت أنك نفسك في حاجة إلى تهذيب أسلوبك وإلى الارتقاء بنوع حديثك بحيث يكون شاملا لمبادئك الرائقة وأجدادك وجداتك الذين رحلوا عن الدنيا وهم راضون عنك وليس العكس.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
هل تعرف كم من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان يدلي بها وهو بين الصحابة أو منفردا قبل وبعد صلاة الفجر أو غيرها من الصلوات؟
الإجابة عن السؤال:
أقول المطلوب منك ومني أن نحدد أولا عدد الأحاديث التي جمعها الإمام البخاري والتي هي غالبا ما ذكرها الرسول أما فيما عدا ذلك فهي تفتقر إلى الدقة والسلامة.
واستنادا إلى تلك الحقائق فإن عدد أحاديث البخاري يبلغ 7275 حديثا جمعها في 16 عاما متصلة.
كم أنا سعيد شخصيا بأني قصرت مقال اليوم على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي ترسخ معاني الإسلام وتوضح للبشر أجمعين قواعد وأصول العلاقات الإنسانية بين بعضهم البعض.
وكل عام وأنتم مع ذكرى مولد الرسول الكريم بخير وألف خير.
>>>
و..و.. شكرا