يقول عالم الاجتماع الجنائى الإيطالى «انريكو فيري» إن المجرم «مجرم» بصرف النظر عن طبيعة الجريمة التى يرتكبها.
لذا.. فقد قسَّم المجرمين إلى عدة أنواع هم: المجرم المحترف.. المجرم بالصدفة.. المجرم الذى يتشكل خلقه وهو مازال جنينا فى بطن أمه ومنذ أن يخرج للحياة ينساق إلى طريق الشيطان.
أقول ذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب فى القاهرة أمس والذى تحدث فيه أصحاب القضية الأساسيون وقلوبهم تنزف دما والذين أكدوا أن إسرائيل تضم كل أنواع المجرمين الذين تحدث عنهم «فيري» بسبب ما ترتكبه فى غزة والضفة الغربية ولبنان والجولان.. حيث يتزايد عدد المذابح لتصبح أكثر حدة وعنفا وقسوة.. وتلك كلها أمور تؤكد أن سفاح القرن بنيامين نتنياهو لن يتوقف عن هذا العدوان المزرى لأن من شبَّ على شيء شاب عليه كما يقول المثل العربى الشهير.
>>>
على الجانب المقابل فقد أصاب كثير من الوزراء العرب عندما ذكروا أن الحكومة الإسرائيلية هى حكومة باغية وطاغية وهى تختلف عن المجتمع الإسرائيلى الذى يتوق إلى السلام ويسعى إلى أن يتحقق الأمن والأمان لأبنائه وبناته وشيوخه ونسائه.
>>>
ربما يكون السؤال الذى تطرحه الجماهير قبل الحكومات والمنظمات الدولية يقول:
وماذا بعد؟
نعم.. وماذا بعد؟
ونعم.. ونعم.. ماذا تساوى الإجابة الآن وهى التى تنتظر وتنتظر على مدى ما يقرب من عام كامل وهى أيضا الحرب التى قال عنها أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية إنها أدت إلى استشهاد 41 ألف رجل وامرأة وطفل ومعهم ستة ملايين مازالوا تحت أنقاض المبانى التى هدموها فوق رءوس قاطنيها..
>>>
فى جميع الأحوال الموقف الآن ليس هو نفسه منذ ستة أشهر أو حتى 12 شهرا حيث إن كثيرا من الأطراف أخذت تتعامل مع الأزمة بإنسانية وبإيجابية أكثر وها هو جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال الذى وقف أمام الوزراء العرب أمس ليعلن صراحة أن حكومة بنيامين نتنياهو تجعل حل الدولتين مستحيلا..
أكثر.. وأكثر أن تركيا حرصت على حضور هذا الاجتماع العربى على مستوى وزراء الخارجية بعد غياب استمر 13 عاما لأن تركيا حاليا تعامل إسرائيل على أنها من ألد أعدائها وليست صديقة حميمة كما كانوا يصفونها بالأمس.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
أبدا.. أبدا.. لن ينجح الإسرائيليون فى ألا تضم خريطة العالم أو القاموس الدولى اسم فلسطين.. بل بالعكس سيأتى يوم تزول فيه إسرائيل من الدنيا كلها..
>>>
و.. و.. شكرا