هذه التصرفات النشاز من جانب حكومة إثيوبيا يستحيل أن تصب فى بوتقة مصالح شعبها.. بالعكس بل ستضره ضررا كبيرا.
وأنا لا أقول هذا الكلام من «عندياتى» بل ذلك ما تزخر به سجلات التاريخ القديم والحديث؛ لأن حكم الدول له قواعد وأصول إذا ما خرج الحاكم عنها فسيكون سببا فى أن يدفع شعبه الثمن باهظا وباهظا جدا.
> > >
الأخ أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا يبدو أن الغرور سوف يودى به إلى أسفل سافلين.. فهو يتحدث وكأنه ملك الدنيا وما عليها بينما شعبه حتى الآن مازال يتضور جوعا ومازال معظم أبنائه يعيشون فى أكواخ متهالكة بالقرب من الغابات ومحطات تموين السيارات وغيرها.
من هنا.. فإن الخطاب الذى بعث به وزير خارجية مصر د.بدر عبدالعاطى يتضمن كلاما صريحا وجريئا وجادا وطبعا هذا شىء طبيعى مادام الخطاب يصدر من دولة راقية متقدمة العالم كله يشيد بسياستها الداخلية والإقليمية والدولية.
لقد قال الوزير إن مصر ترفض رفضا قاطعا التصرفات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد مبادئ القانون الدولى والتى تشكل خرقا صريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان فى عام 2015.
لكن يبدو أن خرق القانون الدولى أصبح موضة هذه الأيام لدى الحكام الذين أصابهم الغرور دون مبرر والذين يتصورون أنهم يعيشون فى هذا العالم وكأنهم فى جزر بعيدة لا علاقة لها بالجيران وغير الجيران.
الأدهى والأمر أن رئيس وزراء إثيوبيا يكذب فى تصريحاته وهو فى ذلك لا يختلف كثيرا عن سميه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذى يتنفس زورا وبهتانا وضلالا حتى وصل بشعبه إلى ما وصل إليه الآن.. فها هى المظاهرات فى كل مكان.. وها هم وزراؤه فى الائتلاف الحكومى يضربون بعضهم البعض.. وها هم عائلات الأسرى يهلون التراب فوق رأسه فى اليوم مائة مرة ومرة.
أما أبى أحمد فقد أصبح مثار غضب واستياء جيرانه من دول إفريقيا الذين كما يقول وزير خارجيتنا إنهم كانوا يطمحون لتعزيز التفاؤل فى بلادهم لكنه يزرع بذور الفتن والاختلافات بين الشعوب فضلا عن أن سياسة أديس أبابا تتستر خلف ادعاءات لا أساس لها من الصحة فيكفى أن مصر بشهادة الدنيا بأسرها فى طليعة الدول الداعمة للتنمية التى لا تتحقق إلا فى حالة التزام الجميع بالممارسات التعاونية التى تقوم وفقا لمبدأ عدم الإضرار بالغير.
> > >
المهم.. الآن ماذا سيفعل مجلس الأمن؟
إن أبسط الأشياء أن يصدر بيانا يستنكر فيه هذه التصرفات المخزية من جانب إثيوبيا ويحثها على أن تعيش كدولة تحترم القانون والمواثيق الدولية وليس العكس.
وفى النهاية نصيحة للأخ أبى أحمد:
أفق يا رجل ولا يغرك بالله الغرور لاسيما وأنت أول من يعلم أنك قد أرهقت شعبك بما فيه الكفاية.
استيقظ عسى الله أن يرحمك قبل فوات الأوان.
> > >
و.. و.. شكرا