هكذا عاد إلينا مكتب التنسيق ثانية وثالثة ورابعة بل ومائة.
عاد إلينا بجبروته وغطرسته وقراراته التى ترضينا مرة ولا ترضينا عنه عشرات المرات.
>>>
لعلكم لاحظتم معى بل ومعنا جميعا أن التصريحات التى خرجت منه هذا العام هى نفسها التى صدرت العام الماضى وقبل الماضى وقبل قبل الماضي.
المهم والمهم أن ما سبق أن تنبأ به الطلبة والطالبات هو نفسه الذى وضعوه على قمة أولوياتهم والدليل أن الكليات التى أطلقوا عليها كليات القمة مازالت تحتفظ برونقها وبريقها وسمعتها وذلك طبعاً بسبب أن دراسة الطب فى أى مكان على أرض الدنيا يتطلب التميز والكفاءة والموهبة ينطبق هذا على بريطانيا وعلى ألمانيا وعلى فرنسا ربما نحن نختلف عن غيرنا فى أن الطبيب يصطدم فى حياته العامة والخاصة بمطبات وثغرات أهمها انخفاض الدخل وكثرة النفقات وتحمل قدر أكبر من المسئولية تجاه الأقارب وغير الأقارب.
من هنا فإن دراسة الطب هى الهدف الأسمى لكل المتميزين فى شتى المجالات.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الطبيب الذى يحالفه الحظ عندنا يظل يكبر ويكبر ويكسب ويكسب حتى آخر العمر أو يعمل فى مستشفى يملكه والده أو معمل التحليل الخاص بوالدته التى هى أصلا طبيبة.
>>>
على الجانب المقابل لابد أن نقر ونعترف بأن ثمة كليات أخرى لا تحظى بنفس مكانة كليات الطب وبالتالى انصرف عنها عدد من الذين كانوا يتحمسون لها حتى شهر أو شهرين أو ثلاثة شهور مضت.
>>>
استناداً إلى كل تلك الحقائق فإن مكتب التنسيق يحتاج هزة تطويرية وعقلاً متفتحاً يحمل فى طيات أوراقه الشجاعة والجرأة والإصرار على أن يكون رقم 1 عندئذ تنعكس النتائج الإيجابية على كل خلايا المجتمع.
يعنى أمامنا فترة زمنية لكى نرتب أوراقاً كثيرة من الطلبة حتى نمهد لهم الطريق لاقتحام مجالات كثيرة تتميز جميعها بالإنسانية التى تفوق الحدود.
>>>
و.. و.. شكراً