وسط هذه الأجواء المشحونة بكل ألوان وأشكال التوتر أصر الوسطاء الذين أصدروا البيان الحاسم والقاطع على ضرورة عقد الاجتماع الذى كان مقررا له صباح أمس الخميس رغم مناورات بنيامين نتنياهو ورغم محاولات حركة حماس تعطيل الأمور بصورة أو بأخري!
من ناحيتنا نستطيع القول إن وفدنا المشارك مع الوفد الأمريكى والوفد القطرى ظل يبذل الجهد تلو الجهد من أجل سرعة التوصل إلى نتيجة مرضية للطرفين المتحاربين لكن واضح أن انغلاق العقول سوف يظل ذا تأثير هائل يحول دون تحقيق السلام فى مجالات شتي!
>>>
طبعا.. ليس من المنطق فى شيء أن تقوم إسرائيل بشن غاراتها الدامية ضد الفلسطينيين لتقتل وتصيب العشرات مما حدا بوزارة الصحة الفلسطينية إلى إذاعة بيان تقول فيه إن عدد الشهداء الفلسطينيين بلغ حتى أمس 40 ألف شهيد.. وبديهى أن توغر الصدور أكثر وأكثر.
فى نفس الوقت أخذت إسرائيل تصول وتجول فى جنوب لبنان لتقتل من تقتل وتصيب من تصيب فأى مناخ ذلك يمكن أن يكون ملائما لعقد اتفاق سلام..؟!
ثم..ثم.. تأتى حكاية قتل الأسير الإسرائيلى على يد حراسه من حركة حماس مما أشعل على الجانب المقابل نيران غضب الإسرائيليين الذين عادوا ليكرروا تهديداتهم ووعودهم ووعيدهم!
>>>
الأكثر والأكثر أن تهب أمريكا لتصدر تصريحا على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض بأنهم مازالوا يتوقعون أن تقوم إيران بضرب ضربتها الانتقامية خلال الأيام القليلة القادمة وهكذا الصغائر دخلت فى الكبائر والتهديدات اختلطت بالأنات والآهات وكان الله فى عون الإنسان.. الإنسان ليس فى منطقة الشرق الأوسط فحسب بل فى الدنيا بأسرها.
>>>
أما ما يثير الدهشة والعجب أن تندلع الخلافات من جديد بين الفلسطينيين وبعضهم البعض بين أهالى غزة وبين سكان الضفة الغربية مما دفع الرئيس الفلسطينى إلى أن يعلن مرة أخرى أن غزة ليست إلا أرضا فلسطينية تخضع للحكم الشرعى الفلسطينى وأنهم لا يملكون سوى الحلول السلمية لأن إمكاناتهم لا تسمح بأكثر من ذلك.
يعنى باختصار شديد لقد أصبح التنبؤ بما يجرى غدا بمثابة ضرب من ضروب المستحيلات حيث إن كل واحد يعمل ما يحركه عقله وكل جماعة تتصرف حسب أهواء أعضائها أو قادتها!
وبالتالى نكرر نفس السؤال التقليدى وماذا بعد؟
الله سبحانه وتعالى وحده أعلم.
>>>
و..و..شكرا