عجبت وأحسب أن كثيرين منكم قد انتابته نفس مشاعر الدهشة والاستغراب بعد قراءة أو الاستماع إلى البيان الذى أصدره البيت الأبيض عقب لقاء الرئيس بايدن بسفاح القرن بنيامين نتنياهو فقد ذكر البيان أن الرئيس بايدن أكد للصديق نتنياهو التعهد بالحفاظ على أمن إسرائيل وطبعا هذا كلام ليس فيه جديد.. وقد تعودنا عليه على مدى عقود وعقود.
أما القول بإن الرئيس بايدن قد رفع صوته وهو يتحدث إلى نتنياهو مطالباً إياه بضرورة الإسراع فى التوصل إلى وقف اطلاق النار فهذا فى حقيقة الأمر ما يجعلنا نستغرب ونتعجب ونندهش كما أشرت آنفا..!
>>>
بديهى وألف بديهى أن يكون رد الفعل لبنيامين نتنياهو زيادة العدوان عنفاً وجبروتاً وهذا ما حدث بالفعل فها نحن رأينا خلال الـ24 ساعة الماضية كيف أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية ضاعفت هجماتها ضد أهالى غزة لتقتل منهم ما يزيد على 48 امرأة وطفلاً ورجالاً ونساءً ومسنين ثم تتجه إلى الضفة الغربية لتطيح بأجساد ورقاب من تدور حولهم شكوك الانتماء إلى صفوف المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم الشيخ هيثم بليدى القيادى فى كتائب القسام مع الأخذ فى الاعتبار هنا أن الرئيس بايدن قال ضمن ما قال لنتنياهو إن قتل إسماعيل هنية لا يفيد فى تهدئة الأوضاع فى غزة.
>>>
هكذا يتأكد طالما أن الأمر كله ينحصر فى مجرد رفع صوت الرئيس بايدن فإن سفاح القرن لن يتوقف عن غيه وضلاله بل سيستمر فى هوسه وصلفه وغطرسته حتى يقرر هو دون غيره التوقف عن القتال غير عابئ بذلك المجتمع الدولى بما يضمه من دول كبار وحكومات لها وزنها وثقلها حيث أصبح ينظر إلى الآخرين نفس نظرته إلى المغلوبين على أمرهم فى غزة وخان يونس ورفح والضفة الغربية وجنوب لبنان.
>>>
استناداً إلى تلك الحقائق.. فإن الذين يعيبون على مصر استقبالها وفدا إسرائيليا فى ظل ذلك التعقيد من جانب نتنياهو فهؤلاء أوجه لهم سؤالين بديهيين ومنطقيين:
إذا افترضنا وتوقفت الاتصالات أليس واردا أن ينتهز نتنياهو الفرصة لكى يمارس بلطجته أكثر وأكثر مادام أنه لا يجد من يعاود الحديث معه والذى ولا شك سوف يحذره وينبهه ويعيد على مسامعه خطورة ما يرتكبه من جرائم فى حق الإنسانية جمعاء.
ثم.. ثم.. ألم يثبت أن القضية الفلسطينية أخذت تتأزم يوماً بعد يوم نتيجة غياب أصحاب المصلحة الأصليين أو من تحمسوا للدفاع عنهم ولكنه فى أغلب الأحيان «دفاع عن بُعد»؟
>>>
على أى حال ما لا يفهمه الإسرائيليون حتى الآن أن لعبهم بالنار سيؤدى إلى احتراقهم بجمراتها ولعل هذا ما سيحدث قريبا وقريباً جداً.. والأيام بيننا تصديقا لقول الله سبحانه وتعالى: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ».
>>>
و.. و.. شكرا