لا أدرى لماذا يقفز إلى ذهنى بين كل آونة وأخرى سؤال يتكرر:
وهل هناك ثمة أمل لعودة الصحافة الورقية إلى سابق مجدها؟!
طبعا.. كل الآراء تدور حول إغلاق أبواب تلك الصحافة بسياجات من حديد وبالتالى تصبح عودتها ضرباً من ضروب المستحيلات وأصحاب هذا الرأى يطرحون أمثلة عديدة فى دول أوروبا وأمريكا واليابان حيث أخذت الصحافة الورقية تتوارى شيئاً فشيئاً حيث جفت الأقلام.
>>>
ونحن هنا فى مصر أصبحت اللهجة السائدة أن الصحافة الورقية قد انتهى زمانها إلى غير رجعة.
أنا شخصياً أرى العكس تماماً ربما لأنى عاشق للصحافة الورقية التى عملت فى بلاطها أكثر من خمسين عاماً وأعترف بأنها أعطتنى الكثير وأنا أيضا كنت أميناً عليها وحامياً لكل كلمة تنشر فى إطارها.
أما من الناحية الموضوعية.. فإن الصحافة الورقية لن يكون لها بديل تحت أى ظرف من الظروف.. بديل رقمى أو إلكترونى أو روبوت أو..أو..!
والدليل أننى والحمد لله يتوفر لدى حجم هائل من المتابعين لمقالاتى وجميعهم يتمتعون برؤية ثاقبة وأستشعر أننى أعيش نبضهم ليلاً ونهاراً.. بالضبط مثلما هم يبدون حماسهم لما تفرزه ماكينات الطباعة والأحبار والورق الذى ارتفع سعره بدرجة خيالية فى الآونة الأخيرة.
>>>
ثم.. ثم.. يأتى سؤال آخر منطقى وموضوعي: هل نقطة العودة سوف تأتى بدون جهد أو عمل.. أو.. عقول متقدة..؟!
طبعا لا.. وألف لا.. من هنا فكم تبلغ سعادتى عندما تركز الصحافة الورقية على أعمال المتابعة الخبرية والقصصية فهذه المتابعة إذا تمت بفكر راقٍ فسوف يتهافت الناس عليها خصوصا فى ظل معلومة جديدة .. أو قضية من القضايا الساخنة.. أو.. أو..!
>>>
أيضا.. ينبغى ألا تسيطر أحاسيس التشاؤم على العاملين فى مجال الصحافة الورقية إذ ليس معقولاً أن يمضوا نهارهم وليلهم وهم يتساءلون:
هل تتوقف جريدتنا؟
هل لن نجد مرتباتنا ومكافآتنا وحوافزنا..؟
تلك كلها أسئلة لا تقدم ولا تؤخر وبالتالى فإنى أنصحهم جميعا بألا يحبسوا أنفسهم فى زاوية ضيقة لا يملكون منها فكاكاً..
أرجوكم.. ابتسموا واطرحوا أفكاراً جديدة وتبنوا القضايا الحالة والملحة والإنجازات المتعددة.
ثم.. ثم.. فإنى أهيب ببائعى الصحف الذين كانوا يملأون الشوارع.. ألا يبكوا على اللبن المسكوب وكأن الحياة قد توقفت.
أبداً.. أبداً.. فإن الحياة لن تتوقف بالضبط كما الحال بالنسبة للصحافة الورقية التى ستعيش دائماً وأبداً بفضلٍ من الله سبحانه وعونه وكرمه.
>>>
و.. و.. شكراً