التحليل العلمى والواقعى يشير إلى أن الأزمة الاقتصادية فى مصر نشأت أول ما نشأت بسبب تكدس السلع على أرصفة الموانئ وداخل أقسام البضائع فى الطائرات.. حيث جاء يوم تطلب فيه الإفراج عن هذه السلع مبلغ ثمانية مليارات دولار كمرحلة أولي.
طبعا.. تتمثل تلك السلع فى مواد غذائية وأدوية وأعلاف ومستلزمات إنتاج مما أدى تلقائيا إلى ارتفاع الأسعار نتيجة قلة المعروض فضلا عما يمارسه الطماعون والجشعون من عمليات تخزين والمضاربة بالدولار حتى حدث ما حدث.
>>>
الآن.. أصبحت الأمور واضحة إلى حد كبير لاسيما بعد أن أعلن د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أن الحكومة مستمرة فى إجراءاتها مع القطاع المصرفى عن تدبير النقد الأجنبي.. المطلوب لتوفير السلع مما يسهم بدوره فى موازنة الأسعار فى نفس الوقت فإن التشديد فى محاصرة المتاجرين بأقوات الناس ساعد أيضا على خفض التضخم وعلى توفير السلع على مختلف أنواعها وأشكالها.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلابد أن تتخذ الحكومة احتياطاتها.. ابتداء من أول الشهر القادم بالنسبة للتسعيرة الجديدة للدواء والتى يفترض أنها ستؤدى إلى القضاء على ظاهرة «النواقص» التى نعانى منها منذ فترة طويلة حتى الآن.
أنا شخصيا.. أحسب أن مصانع الأدوية أخذت تعمل بكافة طاقاتها لتنفيذ المطلوب فى ظل قائمة أسعار جديدة ارتضت بها هذه المصانع..
أما وأن يجيء من يتعمدون إخفاء أدوية بعينها بهدف تعطيش السوق ثم إعادة طرحها بأسعار أزيد فهذا ما يجب مواجهته بكل حسم وشدة بحيث يتخذ مع هؤلاء نفس ما يتخذ مع تجار الجملة المنحرفين سواء بسواء..
>>>
أيضا ثمة ملاحظة أرى أنها ينبغى أن توضع فى الحسبان وهى تتعلق بمدة الإجازة الطويلة بالنسبة للبنوك بالذات.. فقد ثبت أن تعطل البنوك عن العمل على مدى خمسة أو ستة أيام.. يفتح الأبواب على مصراعيها أمام أباطرة السوق السوداء الذين يظلون متوارين عن الأعين حتى تواتيهم الفرصة لكى يضربوا ضربتهم..
>>>
أما بالنسبة لمشكلة تخفيف أحمال الكهرباء فقد أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى توجيهاته أمس بحل المشكلة حلا جذريا وكانت النتيجة على الفور أن قررت الحكومة الإبقاء على استمرار قطع التيار لمدة ساعتين فقط فى اليوم وفى توقيتات محددة بعد أن كانت الحكومة قد قررت زيادة المدة إلى ثلات ساعات .
وإنصافا للحقيقة.. إذا كانت الحكومة لا تتبرأ من مسئولياتها بالنسبة لأزمة الكهرباء فنحن الشعب أيضا يجب أن نكون حريصين على مصالحنا الجماعية والفردية فى آنٍ واحد.
يعني.. ليس ضروريا أبدا تشغيل جميع أجهزة التكييف داخل الشقة أو الفيلا أو .. أو فى وقت واحد لأن هذا يتسبب تلقائيا فى زيادة الحمل على شبكة الكهرباء..
أيضا.. لقد سمعنا أن شركة أبو قير للأسمدة قد أوقفت مصانعها الثلاثة بسبب نقص الغاز.
هذه الشركة بكل المقاييس تمارس نشاطها بحرفية وإتقان.
لذا.. فهى ناجحة قولا وعملا.. كما أن صادراتها تحقق لنا مبالغ طائلة من العملة الصعبة.. إذن خسارة وألف خسارة أن تتوقف عن العمل فى هذا التوقيت بالذات بل لابد من التعاون الحكومى والأهلى لإقالة شركة أبو قير من عثرتها حتى لا تتفاقم أزمتها أكثر وأكثر.
>>>
و.. و.. شكرا