وهكذا يستعد عيد الأضحى للرحيل اليوم بعد أن أضفى على البشرية جمعاء نفحات من الإيمان العميق وأوضح ماذا تعنى التضحيات وماذا تتطلبه عبادة الواحد الأحد.
وبديهى عيد الأضحى شأنه شأن أى شيء فى هذا الكون له بداية ونهاية وها هما الاثنتان قد تحققتا بإرادة الحق سبحانه وتعالي.
>>>
والآن دعونا ندخل إلى شيء من صنع البشر ألا وهو النزاع بين الناس وبعضهم البعض وهذا النزاع إذا ما تحول إلى اقتتال تستخدم فيه الغارات والصواريخ والمدافع أصبحت شرارات النار تهدد الجميع دون فرق بين كبير وصغير أو بين قوى وضعيف.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلابد أن نتوقف هنا أمام حقيقة واضحة كان لها الأثر فى تغيير سير هذه الحرب الضارية التى تشنها إسرائيل ضد أهالى غزة ورفح مستهدفة الفلسطينيين بصفة عامة تقتلهم وتنسف ديارهم وتمنع عنهم الماء وكسرات الخبز وكل ما يقيم أود الإنسان وما يمكنه من أن يبقى على قيد الحياة ولو ليوم واحد.
الحقيقة التى أعنيها موقف مصر المشرف والجريء والصريح والمنزه عن الهوى الذى عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما حذر مرارا وتكرارا من توسيع الصراع الذى من شأنه إشعال النيران التى قد لا تبقى ولا تذر.
الآن يسير المجتمع الدولى من خلال مجلس الأمن ومن معظم دول العالم ومن الرئيس الأمريكى بايدن على نفس النهج والذى أسرع مؤخرا بإيفاد مندوب إلى المنطقة وهو عاموس هوكشتين والذى يبدو أنه يتمتع بشخصية قوية ويستخدم عبارات حاسمة محددة.
>>>
لقد وقف عاموس بالأمس يعلن فى مؤتمر صحفى أن الموقف خطير خطير فى لبنان وإذا ما لم يتم محاصرة الصراع بأسرع ما يمكن فسوف تكون الأخطار حادة وعنيفة وعندئذ قد لا ينفع الندم.
أيضا تعمد عاموس الإشارة إلى الصفقة التى تم إعدادها لوقف إطلاق النار وأعلن صراحة أن حركة حماس سبق أن وافقت عليها حرفيا وهى كفيلة بإنهاء الحرب فورا ثم بعد ذلك سحب القوات العسكرية وهذا ما أرادته حماس التى بات عليها أن تقبل ذلك.
الصفقة تتيح لأهالى غزة العودة إلى منازلهم كما توفر الأمان لهم لكى يعيشوا حياتهم العادية.
كرر عاموس الوضع خطير خطير ولابد من تجنب التصعيد أكثر من ذلك وإلا حدث ما لا يحمد عقباه.
>>>
مع ذلك السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
هل أمريكا تضمن التزام إسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة؟
أنا شخصيا أرى أن بنيامين نتنياهو فى وضع الآن لا يحسد عليه وبالتالى سيوافق دون نقاش وحتى دون ضغط من أى طرف من الأطراف.
أما بالنسبة لحماس فهى إذا كانت تستهدف من البداية تحريك القضية الفلسطينية من الأساس فهى ولا شك نجحت فى ذلك وبالتالى يكفيها هؤلاء الشهداء الذين لقوا الله وأيضا تلك الألوف من الجرحى الذين ما زالت دماؤهم تنزف حتى الآن.
>>>
أخيرا.. ينبغى على كل الأطراف أن تدرك أن اللحظة الحاسمة قد حانت وخسارة وألف خسارة إذا ما تمزق طرف الخيط فعندئذ يصبح من الصعوبة بمكان إعادته إلى أصله.
>>>
و.. و.. شكرا