تقرير سياسي
عن أحداث الساعة
أخيرا.. «سفينة الإنقاذ» تتحرك
ولكن الأمواج المتلاطمة عنيفة وشديدة!
لم يعد للفلسطينيين مكان على خريطة الإنسانية
فى نفس الوقت.. البشرية تستشعر أنها عانت معاناة بالغة لكى تستمر على ما هى عليه
إلى أصحاب النظرات الضيقة:
نعم مصر تدعم إفريقيا وسط تلك الأزمات الطاحنة
صدقونى قضايا الأسعار تحتاج إلى إجراءات أشد حزما
لقد جاءنى إحساس فى الصباح ينبئنى أن إسرائيل ارتكبت من الجرائم ما يفوق الحدود بل كل الحدود ..وربما كانت تلك مجرد محطات على تاريخ الإنسانية التى تتراكم تداعياتها يوما بعد يوم.. مجرد سوء تفاهم محدود طرحه جميع المؤيدين لإسرائيل عن عمليات قمع وقتل وانتهاك للأعراض.. ثم.. ثم.. سرعان ما تتوافر وسائل النفوذ من مال وسطوة وطغيان.
المهم.. ماذا نقول الآن بعد ما يدور فى هذا الكون من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان؟!
>>>
المهم.. أخذت الاتصالات تجرى وتجرى فى سرعة بين رؤساء هذا الكون وبين بعضهم البعض بغية أن يتقاسم المضارون الأساسيون وغير المضارين فى هذا البلد أو ذاك لتأتى نتائج اتصالاتهم فى نهاية الأمر من مواقع المسئولية ومنابع الذات..
>>>
الآن.. ومازالت مصادر الدخل القومى لكل أسرة تتطلب ترشيد الإنفاق مع مواصلة اقتناء الأسلحة الإلكترونية التى لها هدفها فى إقناع جميع أفرادها بالتحرك نحو من يريدون لهم الشر..
بديهى أن يعترض من يعترض وهذا يعنى دراسته لعلم الانثربولوجيا بما يستشعر فى قرارة نفسه مسئوليته لدى الغير مضطرا لذات الظروف.
ولا شك أن تسيطر تلك المشاعر الموجعة على أحلام الآباء والأمهات والإخوة والخالات وكل واحد من هؤلاء يطالب بسرعة الاستفادة من الخرائط القائمة لصالح فلان أو علان..
وسرعان ما اختلطت معتقدات الأجيال من جانب من سموا أنفسهم بالتكفيريين أو سلطات الدين القيم الحالية والسابقة عسى أن تنخفض حدة النزاع أو يقل طول الصراع ثم إغلاقه على مشاعر من لا يزالون يملكون القوة..
>>>
استنادا إلى كل تلك الحقائق بادر أصحاب السلطة والقوة إلى الاتصال مع بعضهم البعض لتخفيف أو لترطيب الأجواء التى أصبحت قابلة للانفجار فى أى وقت بل وبالفعل قد انفجرت ونحن نرى أمامنا كل يوم مئات القتلى والجرحى والمصابين .
ويمكن القول إن سفينة الإنقاذ قد أوشكت على الإبحار إلى شواطئ النجاة لكن مازالت الأمواج المتلاطمة تهدد حركتها وتعوق مسئوليتها المرتقبة.
وأنا شخصيا أتصور فى جميع الأحوال أن الأوضاع سوف تتحسن بل لابد أن تتحسن حفاظا على هذا الكون من الدمار أو الفناء.
>>>
وغنى عن البيان أن إيمان مصر بوضعها الدولى وبقدرتها على التعامل مع كافة الأحداث من مواقع الفهم والإدراك المتميزة.. لم تسحب يدها من مسئوليتها تجاه إفريقيا بل فى خضم تلك الأزمات الطاحنة تنبه مصر العالم بأسره إلى أن إفريقيا مضطرة هى الأخرى لدفع ثمن تعطيل أو تأخير مشروعات التنمية بها مما يحتم ضرورة مساندتها.
نعم تلك النظرة المتأملة والثاقبة لا تعجب قوى الشر إياها وغير إياها حتى يظهر منهم من يتساءل فى خبث:
ألا نستكمل مشروعاتنا فى مصر أولا قبل أن نهتم بمشروعات غيرنا..؟
الإجابة ببساطة شديدة إنه لن نتوقف عن استكمال مشروعاتنا أما بالنسبة لإفريقيا فنحن متفقون على أن أمننا القومى مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن القارة السوداء.. وبالتالى حينما تتوحد الجهود تصبح الغايات قابلة للتحقيق بشكل أفضل وأعمق وأشمل.. ومن يفهم ذلك فليفهم أما من لا يريد أن يفهم فهذا شأنه.
>>>
ومع اهتمامنا بل وتركيزنا قولا وفعلا فى الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس فإننا مطالبون أيضا بالتوقف أمام ظاهرة غلاء الأسعار عندنا واسمحوا لى أن أقول هنا إنه رغم تقديرى للإجراءات التى تتبعها الحكومة حاليا إلا أنى أرجو وألح فى الرجاء أن تتوسع فى الإعلان عن هذه الإجراءات حتى يمكن تحقيق جزء من الردع.
صدقونى حاولوا اتباع سياسة التجريس التى لجأت إليها بعض الدول فأثبتت فعاليتها تماما.
>>>
أخيرا.. تحية للدكتور مفيد شهاب الفقيه الدستورى المحترم على مقاله حول قرار محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
إنه مقال لا يستطيع أن يكتبه بصراحة سوى دكتور مفيد شهاب.
>>>
و..و..شكرا