ينتظر المصريون بشغف ممزوج بمشاعر الأمل والتفاؤل تشكيل الحكومة الجديدة الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤكدا أن يكون الوزراء الجدد متمتعين بالكفاءة والخبرة والقدرة على الالتحام بالجماهير.
ودعونا نكن صرحاء مع أنفسنا ونقول إن الحكومة الحالية أو بالأحرى السابقة قد تعرضت لمطبات عديدة استطاعت مواجهة آثارها وتداعياتها فى حدود الإمكانات المتاحة.
من هنا.. فلعلها فرصة جيدة لكى تكون الحكومة الجديدة شديدة الالتحام بالجماهير وزيادة دعائم تضامن المجتمع وتكاتف أبنائه وترسيخ مبادئ الغيرية الاجتماعية وهى المبادئ التى نشأ عليها المجتمع المصرى منذ البداية وكل ذلك يتطلب التأكيد على كل وزير جديد أن يكون فاهما وواعيا ومسلحا بالوعى الذى أخذت دوائره تتوسع يوما بعد يوم والذى يسعى الرئيس السيسى جاهدا لكى يكون وعى المصريين سبيلا وأساسا وهدفا لأمة متكاملة الأركان ومتعددة المزايا والمواصفات.
>>>
وغنى عن البيان أن د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء المكلف يقع على عاتقه ضمن ما يقع مواجهة هذه الموجة من ارتفاع الأسعار مواجهة صريحة وشاملة.. أى الابتعاد عن سياسة سطر نعم وسطر لا.
وأحسب أن الرئيس السيسى قد تناول ظاهرة ارتفاع الأسعار أثناء إعادة تكليفه د.مصطفى مدبولى برئاسة الحكومة وبالتالى يصيب من يأخذ بطرف الخيط بعمق وإدراك واسع.
>>>
وأخيرا.. نصيحة مخلصة للدكتور مدبولى أن يبتعد عن كل من خاض التجربة من قبل بصرف النظر عن كفاءته وقدراته حيث إن «الجديد» هو الذى يركز جل همه على الإبداع والابتكار عكس «القديم» الذى ربما يكون قد حصر نفسه داخل إطار ضيق لا يستطيع الخروج منه وحتى لو استطاع فإنه يظل دائما أسير أمجاد لم يعد هذا زمانها أو مكانها.
ثم..ثم.. ضرورة الابتعاد عن عنصر المجاملة فى الاختيار وإن هذا النوع من السلوك البشرى لم يعد يتمشى مع طبيعة العصر ولا مع مكانة مصر الجديدة.. وتطلعات شعبها والتناغم بين جميع فئات المجتمع.
>>>
على الجانب المقابل.. فبالرغم من انشغال المصريين بإعادة تجديد جزء من بيتهم الأصيل والمتين فإن عيونهم وعيون قائدهم لم تغفل عن إخوانهم الفلسطينيين وما يعانونه من عذاب وألم على يد سفاح القرن بنيامين نتنياهو وإصرارهم على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية لهم خصوصا فى ظل صلف وهوس عدو غادر خاصم كل القيم والمعانى دون أن يكف لحظة واحدة عن قصف وضرب أبرياء غزة ورفح وللأسف بلغ عدد ضحاياه 71 شهيدا وما يقرب من مائتى مصاب وجريح خلال الـ24 ساعة الماضية حسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية.
يجرى ذلك بينما يقف سامح شكرى وزير الخارجية ليعلن فى مؤتمر صحفى مع وزير خارجية قبرص أنه ما من سبيل سوى اتفاق المصالحة التى اضطرت الولايات المتحدة ذاتها إلى ضرورة تطبيقه حتى وصل بها الأمر إلى عرض مشروع الاتفاق على مجلس الأمن رغم أنف الإسرائيليين.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
فارق كبير بين شعب يتمتع بحضارة قديمة قدم الزمن وآخرين جاءوا وسيذهبون وهم ليسوا سوى أفراد عصابة إرهابية لابد وأن يأتى الوقت عليهم ليعودوا كما جاءوا مشردين مطاردين.
>>>
و..و..شكرا