اشتهر المصريون على مدى تاريخهم التليد.. بأنهم قوم يعشقون الالتصاق بالأرض حيث يرفضون الابتعاد عن الزمان والمكان مهما كانت المغريات لأنهم يجدون فى كل منطقة صغرت أو كبرت من أرض هذا البلد العريق حلما وأملا.. ونصراً.. وتجديداً.. وباختصار انتماء ما بعده انتماء.
ولقد قال عنها المؤرخ وعالم الجغرافيا والتاريخ والاجتماع جمال حمدان:
مصر أنت صاحبة القبول والجاه
كم من قلب فيك شجاعة يتحلى بشجاعة الفرسان
مصر لا تطلب وإنما تأمر
والمصريون يصنعون التاريخ
منذ القدم
>>>
على الجانب المقابل.. تسبب هذا الالتصاق بالأرض إلى أننا أصبحنا كما أوضح الرئيس السيسى مؤخرا نعيش على شريط ضيق من الإسكندرية إلى أسوان منذ 150 سنة وهذا الشريط الضيق كلما جاءته فرصة للتوسع فإن شيئا ما يشد الـ 82 مليون نسمة الذين كانوا يعيشون فى رحابه ولا يزالون وبالتالى تتكدس مشاكل الحياة أكثر وأكثر.
وغنى عن البيان أن المصريين لم يفكروا فى الابتعاد عن ديارهم إلا بعد أن ضاقت أمامهم أبواب الرزق ولم يجدوا من سبيل أمامهم سوى السفر إلى أرض الله الواسعة تيمنا بقول الله سبحانه وتعالي: «وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».
وإنصافا للحق والحقيقة أثبت المصريون الذين يعملون فى الخارج كفاءتهم ومهارتهم وجديتهم فى جميع الأعمال التى توكل إليهم.
>>>
أيضا أثبتت التجارب الواقعية أن المصريين المسافرين للخارج لم تنقطع أبدا صلتهم بالأم الرؤوم التى يعترفون بفضلها فى تنشئتهم وتربيتهم وتعليمهم وتدريبهم.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الغالبية العظمى من المصريين المتواجدين فى الخارج حريصون على أن يخصصوا نسبة كبيرة من صدقاتهم وزكاتهم لأقاربهم أو أبناء قريتهم أو مدينتهم باعتبار أن هؤلاء أولى من الغرباء البعيدين قلبا وروحا وجسدا.
لذا.. فنحن نتعجب ما الذى أثار موضوع جواز ذبح الأضحية وتوزيع لحومها داخل مصر لابن من أبنائها يقيم خارج حدودها.
إن هذا السلوك الطيب كان ولا يزال متبعا من جانب الأغلبية العظمى من المصريين فماذا حدث؟!
على أى حال لقد أحسن د.شوقى علام مفتى الجمهورية عندما تصدى لغيامات التشكيك وادعاءات الزور والبهتان فقال بالحرف الواحد: الذبح فى غير بلد إقامة المضحى سواء أكان الذابح هو المضحى أو نائبه أو وكيله ولا حرج فى ذلك شرعا بل إنه يستحب.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
الذين يتحدثون عن الحلال والحرام متعرضين لقضايا هامشية لم تشغل بال الجماهير بصفة عامة.. هم أول من يرتكبون الإثم وليعلموا أن حسابهم عند الله سبحانه وتعالى سيكون عسيرا وعسيرا جدا.. والأيام بيننا.
>>>
و..و..شكرا