البلطجي.. بلطجى فى أى زمان وأى مكان.. يعنى يستوى فى سلوكه وتصرفاته، وأفعاله إذا كان على رأس نظام الحكم.. أو فى الشارع أو الحارة.. أو القرية.. أو المدينة.
والبلطجى لأنه فاقد القيم.. ومعدوم الضمير يعيش واهما بأنه على حق.. بينما الآخرون على باطل.. لكن بما أن دوام الحال من المحال فلابد أن يأتى وقت عليه يعض فيه بنان الندم وعندئذ سيفاجأ بأن الذين كانوا يؤيدونه فى مسيرة إجرامه.. هم أنفسهم الذين يدوسون عليه بالنعال.
>>>
أقول ذلك بمناسبة حكم الجنائية الدولية ضد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه ورد الفعل من جانبهما وجانب حكومتهما الزاخرة بوزراء تخصصوا فى سفك دماء الأبرياء.. وهدم المساكن فوق رءوس قاطنيها.. واغتصاب السيدات والفتيات.. وقد تصوروا أن الله سبحانه وتعالى غافل عما يفعلون..!
لكن لا.. وألف لا.. ها هو الحكم الدولى قد صدر.. وطبعا لم يعجبهم.. لأنهم جبلوا على خرق القوانين وعلى التعامل مع حرمات البشر.. على أنها مجرد ألعاب أو مسرحيات واهية.. أو.. باهتة..
>>>
ها نحن شهدنا سفاح القرن بنيامين نتنياهو وهو يشن هجوما ضاريا ضد المحكمة الجنائية الدولية مليئا بالبذاءات وعبارات التهديد والوعيد.. وبديهى أن ينضم إليه كل من جاء إلى هذه الديار بغير حق.. فعاث فى الأرض فسادا.. يسرق وينهب ويقتل.. لأنهم فى النهاية عصابة إرهابية واحدة جميع أعضائها تربطهم غيامات الضلال والبهتان وغياب أبسط قواعد الأخلاق.
>>>
بالفعل نفذ نتنياهو تهديداته إذ لم تكد تمضى سوى ساعات قليلة على صدور حكم المحكمة الدولية الذى يقضى بإصدار مذكرة اعتقال بالنسبة له حتى كانت طائراته وصواريخه تضرب الأهالى العزل فى مدينة جنين بالضفة الغربية بل واقتحمت حشوده العسكرية المساكن والمحال التجارية والناس يفرون من قصف إلى قصف.
>>>
على الجانب المقابل.. فإن الأغرب والأغرب أن ينحاز دعاة الحرية والديمقراطية إلى البلطجى والبلطجية فى تحد ٍصارخ لكل أشكال العرف والتقاليد والقانون.. وأقصد موقف الرئيس بايدن وإعلانه صراحة أن ما يجرى فى غزة ليس حرب إبادة وأن المسئولين عن إشعال نيران الحرب هم أعضاء حركة حماس وأن أمريكا سوف تقف بجانب إسرائيل حتى يتم القضاء عليهم..
>>>
هكذا يمكن القول إن المعايير انفلتت بكل ما تحمله الكلمة من معنى لاسيما بعد تسرب أنباء بأن الرئيس بايدن سينضم إلى دعوات توقيع عقوبات على أعضاء المحكمة الجنائية الدولية أنفسهم..!
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
بديهى أن تتردد استفسارات عن مصير حكم ذات المحكمة من قيادات حماس والذى قضى بإصدار مذكرة اعتقال بحق كلٍ من يحيى السنوار وإسماعيل هنية.
أنا شخصيا.. أعتذر عن عدم الإجابة عن سؤال من هذا القبيل.. أو استفسار من أى شكل أو نوع.. إذ ليس متصورا أن أؤيد المحكمة فى جزء من قراراتها ثم أعترض عليها بالنسبة للجزء الثاني، فالمفروض أن المبادئ لا تتجزأ.. والقانون قانون.. وطالما ارتضيناه هدفا وغاية فلابد من احترام أحكامه.. وتنفيذها بكل أمانة ودقة.
>>>
و..و..شكرا