واهم.. واهم.. كل من كان يتوقع إعلان إسرائيل تراجعها عن اغتيال أو التهام أو ضم غزة إلى أراضيها أو سلطاتها لتدخل ضمن إطار دولة نفضت يديها عنها وأصبحت مكبلة الإرادة لا تستطيع أن تدرى من أمرها شيئا.
إن عناد إسرائيل وأيضا غرورها إنما يعبران عن شخصية أهلها الذين تعودوا على ابتلاع العلقم بينما هم فى حقيقة الأمر تغلى صدورهم وتنتفض أجسادهم ألما وحسرة لا يعرفون لهما سببا.
حتى عندما أراد سيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف عليهما السلام أن يخفف شر قسوة أبنائه ونذالتهم لم يذكر لهم سوى خشيته من أن يأكله الذئب وهو يعلم علم اليقين أن ذلك لن يحدث.
المهم جرى ما جرى وعاد الأبناء ماعدا يوسف لتمر الشهور والسنون ويبقى يوسف عزيزا.. حاكما لمصر كلها.. وطوال تلك الفترة أخذ يعد لنفسه قوة أكبر وحاشية وملكا أعظم حتى جمعه الله مع إخوته كلهم ضمن أسرة متكاملة..!
>>>
فى خلال الفترة التى كان فيها يوسف يستعد للرحلة التالية آثر ألا يبقى الوضع على ما هو عليه بل أخذ يضع منهاجا جديدا يسير وفق أسسه وقواعده ومعه أبوه وإخوته.
لقد حسم الله سبحانه وتعالى مصير بنى إسرائيل عندما قدم لهم دليلا عمليا على تحديد الخط الفاصل بين الحق والباطل.. فجاء بنو إسرائيل إلى سيدنا موسى يخشون البحر.. لدرجة أنهم صاحوا فى وجهه قائلين إن الماء سيغرقهم فما كان من موسى إلا أن قال: «إن معى ربى سيهدين» وقام بضرب البحر.
ولقد كان فى وسع بنى إسرائيل أن يسيروا على نهج الله سبحانه وتعالى لكنهم للأسف تعالوا وتجبروا وأنكروا نعم الله فارتدوا إلى سيرتهم الأولى فقد عاشوا يناورون ويتآمرون على تعاليم غير التعاليم التى أنزلها الله عليهم لكنهم لم يرعوا الجميل ولم يحترموا تعاليم الدين فعاثوا فى الأرض فسادا.
من هنا لا تتوقعوا أن الإسرائيليين سيظلون طوال حياتهم يشكون ويندبون حظهم بل بالعكس سوف يستسلمون للوضع القائم لفترة محددة ليدخلوا بعد ذلك مرحلة جديدة يهيئون أنفسهم خلالها للحصول على مكاسب أكبر وخيرات أكثر.
لذا.. أقول لكم خللوا بالكم.. خللوا بالكم جيدا أن عيونهم ستظل ناظرة إلى مصر وأرضها إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
>>>
و.. و.. شكرا