بعد أن أخذت الحكومة على عاتقها مسئولية حل مشكلة انقطاع الكهرباء بحلول عاجلة وآجلة.. خاصة فى فترة موجة الحر الشديدة التى نمر بها هذا الصيف.. وعلى أمل أن يتم إنهاء عملية تخفيف الأحمال بنهاية هذا العام مع البدء بحلول جذرية لمواجهة الزيادة الكبيرة للطاقة مع النمو السكانى ومتطلبات الأنشطة الصناعية والتجارية من خلال التوسع فى توليد الطاقة عبر المحطات النووية والطاقة الشمسية وغيرها.
أستطيع أن أقول بكل أريحية وبلا نفاق أو رياء إن مصر الآن فى عهد الرئيس السيسى ورغم كل التحديات الإقليمية والعالمية تنعم بالاستقرار الأمنى وبالحياة المعيشية الكريمة لشعبها حتى ولو كانت هناك مشكلات تواجه الناس نتيجة التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات.
ولكن أتصور أن صعوبة حياة قد يواجهها الناس فى تدبير أمورهم المعيشية هى أهون كثيراً من هذا المنزلق الخطير الذى كادت تتردى إليه الدولة والشعب مثل كثير من دول المنطقة منذ أحداث يناير 2011 وما أطلق عليه ثورات الربيع العربى الذى فضحت فيه قوى دولية وإقليمية رغم اعترافهم أن هذه الثورات سوف تحدث فوضى وبمنتهى الاستهتار بحياة الناس ودمائهم التى مازالت تجرى الآن أنهاراً فى بعض دول المنطقة إلا أنها فوضى خلاقة..!!
وأتذكر مثل هذه الأيام قبل إحدى عشر عاماً بعد ثورة 30 يونيو 2013 وخلع رئيس أو مندوب جماعة الإخوان الإرهابية من الرئاسة وحالة الفوضى التى ضربت أنحاء البلاد وتدفق أنصار الجماعة الإرهابية والمخدوعين من البسطاء الذين جندوهم بالمال والطعام وهم يزحفون نحو ميدانى رابعة والنهضة بمدينة نصر والجيزة.. وفى محالة لإقامة دولة موازية من قيادات الجماعة ونواب البرلمان من مجلس الشورى والشعب المنحل.. والخطب العصماء عن الرئيس الشرعى والتسلل من المرشد عبر سيارة للإسعاف تخترق الحشود فى منطقة رابعة المسلحة.. وتحول شوارع مصر وميادينها إلى ساحات فوضى وفوران وهياج واعتصامات لدرجة الصلاة على مداخل الكبارى والأنفاق ومنع الناس من الوصول إلى أشغالهم ومصالحهم.. وكان السؤال الدائر لدى جموع الناس الذين لم يشهدوا مصر المحروسة الآمنة على مر تاريخها الطويل فى تلك المشاهد المأساوية التى استجدت على يد الإخوان هو: هى مصر راحية على فين؟!
>>>
لا أريد أن أطيل فى شرح إحداثيات الفوضى ولكن أتحدث الآن فى أغسطس 2024 عن مصر الدولة التى تسير الآن على يد رجل الدولة ابن القوات المسلحة القائد العسكرى المنضبط وهى تسير فى كافة جنبات حياتها مثل الساعة المنضبطة.
عادت الدولة بعد أن كانت شبه دولة.. صحيح أنه مازالت هناك صعوبات ومشكلات ولكن هذا من طبائع الكون والحياة وسعى الناس واجتهادهم نحو الإصلاح والتجويد.. وهذا أظنه وارد الآن فى ظل حكومة جديدة يتابع معها رئيس الدولة كل كبيرة وصغيرة.. ويضع المسئولين فيها على أهبة الاستعداد والمواجهة بلا تكاسل أو تراخ.. وباعتبار أن مصلحة الدولة هى من مصلحة المواطن ورضاه وفقا للحقوق والواجبات واحترام القانون وفى نفس الوقت فإن إنسانية الحزم والحسم لا تغيب فى ظل دولة فاعلة تسعى للبقاء وسط صراعات وتحديات وأيضاً تنشر حياة كريمة لشعبها ومستقبل واعد لأجيالها القادمة.
>>>
بصراحة كثيراً ما تراودنى مثل هذه الخواطر فى شهر أغسطس منذ نحو 10 سنوات عندما بدأت تعود إلينا الدولة.. الناس تتحرك ليل نهار فى كافة الأرجاء فى أمان بلا خوف أو قلق.. مرتبات الموظفين وأصحاب المعاشات فى ماكينات الصرف شهرياً فى مواعيدها بلا نقصان أو تأخير.. حركة القطارات تسير فى أمان من السلوم إلى أسوان وبعدها فى انتظام معقول بعدما تجاوزنا الحوادث الكارثية التاريخية.. الرعاية الصحية تتوفر فى المستشفيات الحكومية لغير القادرين بمتابعة ومحاسبة من المسئولين المعنيين.. ثم إنهاء مشكلات مزمنة مع رغيف العيش المدعم للبسطاء وسلع البطاقات التموينية متوفرة طبقاً للحماية الاجتماعية التى توفرها الدولة حتى فى ظل نقص الموارد والإيرادات إلى حد غير مسبوق مثلما أعلن عن ذلك رئيس الوزراء فى مؤتمره الصحفي.. قطاع خاص تشجعه الدولة ليوفر فرص العمل ويضمن حقوق العاملين وفقاً للقانون.
بالتأكيد.. لا أزعم أننا فى رغد عيش السويد ودول شمال أوروبا.. ولكن بأيدينا أن نكون كذلك بعملنا وعطائنا وإخلاصنا لبلدنا.. وبالمكاشفة والمصارحة والمشاركة التى أظنها قد بدأت عبر الحوار والمؤتمرات الصحفية على الهواء فى وطن يتسع للجميع بلا تفرقة أو تمييز أو استعلاء.