نقطة ضوء وقناع من النور لاح هذا الاسبوع بفوز الروائى الفلسطينى باسم خندقجى بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، فى دورتها السابعة عشر لعام 2024م عن روايته التى كتبها فى الأسر – حيث يقبع فى سجون الاحتلال منذ العام 2004 – المعنونة «قناع بلون السماء» ولا أدعى أنى قرأت الرواية قبل إعلان فوزها بالجائزة، ولكنى بحثت عنها وقرأتها بعد الفوز.. كما أنى لم اعرف باسم قبل ذلك ولم التقه عبر الأوراق والكلمات قبل «قناع بلون السماء».
فالرواية تتحدث عن القناع الذى يرمز للهوية الزرقاء التى يجدها «نور» – وهو عالم آثار مقيم فى مخيم فى رام الله – فى جيب معطف قديم، صاحبه «إسرائيلي»، فيرتدى نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية، متعددة الطبقات يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن.
وأنقل هنا كلمات رئيس لجنة التحكيم عن الرواية الروائى السورى نبيل سليمان، فقال: «يندمج فى «قناع بلون السماء» الشخصى بالسياسى فى أساليب مبتكرة، فهى روايةٌ تغامر فى تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبري: وعى الذات، وعى الآخر، ووعى العالم.. إنها رواية تعلن الحب والصداقة هوية للإنسان فوق كل الانتماءات».
كما تحدث ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية قائلا: «تجول رواية باسم خندقجى «قناع بلون السماء» فى عوالم يتقاطع فيها الحاضر مع الماضى فى محاولات من الكشف الذى ترتطم به الأنا بالآخر، كلاهما من المعذبين فى الأرض، إلّا أنَّ أحدهما هو ضحية الآخر، فى هذه العلاقة، تصبح النكبة الفلسطينية نُصباً تذكاريًّا بصفتها أثرًا من آثار كارثة إنسانية».
أما باسم خندقجى فهو أديب شاب وموهبة رائعة يعيد إلى الأذهان أدب السجون، فقد ولد فى عام 1983م، فى مدينة نابلس، ودرس الصحافة والإعلام فى جامعة النجاح الوطنية فى نابلس، وكان عمره 21 عامًا عندما اعتقلته السلطات الإسرائيلية منذ عام 2004، وأكمل خندقجى تعليمه الجامعى داخل السجن عن طريق الانتساب بجامعة القدس، وكانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية فى العلوم السياسية، كما أكمل كتاباته داخل السجون.
ومنذ سجنه فى 2004، كتب خندقجى مجموعات شعرية، من بينها طقوس المرة الأولى (2010) وأنفاس قصيدة ليلية (2013)، وثلاث روايات: نرجس العزلة (2017)، وخسوف بدر الدين (2019)، وأنفاس امرأة مخذولة (2020)، بالإضافة إلى «قناع بلون السماء».
واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة، من بين ٦ روايات ووصلت إلى القائمة القصيرة، وهى روايات لـ أحمد المرسى (مصر)، أسامة العيسة (فلسطين)، رجاء عالم (السعودية)، ريما بالى (سوريا)، وعيسى ناصرى (المغرب)، بعد التصفية من بين مئة وثلاث وثلاثين رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة.
تعد الجائزة العالمية للرواية العربية، من أهمّ الجوائز الأدبية المرموقة فى العالم العربي، وهى تهدف إلى مكافأة التميّز فى الأدب العربى المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتى وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.