الجلسة الأخيرة مع الشباب المصرى الاصيل العائد من الإلحاد الى الايمان كانت مثيرة للغاية سأكتب بعض تفاصيلها القابلة للنشر.. وفى بداية الجلسة مع طارق وزملائه من الشباب بدأنا الحديث.. وقلت لهم إن الله سبحانه وتعالى انزل الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام للقضاء على الوثنية التى كانت تضرب الارض عبر الزمان وكلكم تعلمون قصة طوفان سيدنا نوح عليه السلام.. وأى سقوط لأى ديانة من الديانات الثلاثة معناها التبشير لعودة الوثنية لكى تضرب الارض مرة أخري.. هذه لعبة التوازن التى أرادها الله فى فكرة إدارة كوكب الارض.. وعلينا أن نتوقف عن التشكيك فى أى شريعة من الشرائع السماوية لأن التشكيك عنصرية بغيضة.. وكل أمة ستحاسب أمام الله حسب شريعتها ودينها والقرار النهائى لصاحب القرار وهو الله ليختار من يحب والله يحبنا جميعا لأنه اختار آدم وحواء ومن بعدهما ذريتهما ليكونوا خلفاء له فى الأرض وأعطاهم صكوك الملكية فى السلطة والمال لإدارة مايملكه الله وهو كوكب الارض بالكامل.. ولنبدأ الحوار مع طارق ورفاقه.. وقلت لطارق عايز اعرف رأيك فى مجموعة كتب الراحل العظيم الدكتور مصطفى محمود وحلقات العلم والايمان.. قال طارق الكتيبات الصغيرة أكثر من رائعة لأنها عبارة عن وجبات علمية سريعة الهضم والفهم.. والجميل فيها أن الدكتور مصطفى اكتشف مناطق علمية فى القرآن الكريم وقدمها دون خلافات أو تشدد فى الرأى أو تهديد أو وعيد أو تطرف واتهامات بالكفر.. قلت لطارق.. هذا رائع جدا.. قال طارق.. أتصور ياعمو أن القرآن الكريم به مناطق كثيرة فى العلم.. الله يحب عندما يقدم الى البشر للإيمان به ليس بصورة الآلهة العنيفة.. وهنا أتوقف قليلا بملاحظة.. قلت له تكلم ياطارق.. قال طارق.. هناك آيات كثيرة فى القرآن الكريم استخدمتها الجماعات الإسلامية العنيفة.
قلت لطارق: أولا: الاسلام جاء بالرحمة المطلقة والايمان المطلق والقوة المطلقة لماذا؟!.. كانت هناك قوى عظمى تحكم العالم فى فترة ماقبل ظهور الإسلام وهما الفرس والروم عبثوا فى كثيرا ودمروا أمماً كثيرة ونشروا الفساد والتعصب لآلهة الفرس والروم الوثنية.. وكانت الديانتان اليهودية والمسيحية عانتا من عنف الفرس والروم.. وهنا كان السر الاعظم.. قال طارق:عايزين نعرف كل شئ.. قلت لطارق: لماذا رحل ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى ارض الجزيرة العربية اى ارض الحجاز ومعه ام المؤمنين السيده هاجر رضى الله عنها وسيدنا اسماعيل السلام.. هنا يا طارق العلم الإلهى المطلق بأنه سيكون هناك دين ثالث يحمل الرحمة والقوة برجال عرب أقوياء واشداء جدا بتربية صحراء والجبال لكى تهزم جيوشهم القوية الفرس والروم وتقضى على الوثنية فى الأرض.. هذه قواعد اللعبة ياطارق وإدارة الله لملكه ولعبة الحفاظ على الامم حتى لا يهلك الجنس البشري.
ثانيا:عندما انتقل رسولنا الكريم محمد صلى عليه وسلم إلى ربه الاعلي.. جاءت خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضى عنه ثم خلافة معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه.. وهنابدأ يتحول الاسلام من دين مقدس إلى سياسة صراعية تقبل النقد ولاعلاقة للدين الإسلامى بها.. بمعنى اول خلافات الصراع السياسى على السلطة بعد اتساع رقعة الخلافة الإسلامية لتشمل بلاد الشام كانت بين معاوية بن أبى سفيان وسيدنا على رضى الله عنه ونتج عن الخلاف ظهور أول فرق التطرف الدينى فى الاسلام وهم الخوارج الذين اخترعوا الحاكمية الإلهية.. ثم الصراع الثانى الذى زرع الدموية والعنف فى سياسة سلاطين الخلافة والذى راح ضحيته سيد شهداء الأرض سيدنا الحسين الذى امر الخليفة يزيد بن معاوية بقتله بل أرسلوا له برأس سيدنا الحسين الشريفة الى مقر الخلافة بدمشق.. القضية كلها سياسة وصراع على السلطة وللتاريخ الامام الشهيد سيدنا الحسين رضى الله عنه كان لا يسعى للسلطة ولكن شهوة السلطة فى بيت آل معاوية كانت مرعبة ودموية.. لتظهر فرق كثيرة مثل الشيعة والمعتزلة ليبدأ عصر الهرطقة الدينية بظهور مئات الفرق على مدار حكم الخلافة الإسلامية ليضعوا كلاما على لسان رسولنا الكريم محمد صلى الله على وسلم المظلوم فى قبره ورسولنا برئ من مثل هذه الهرطقة الدينية وعلى الأزهر الشريف أن يبرئ رسولنا من بعض الذى وضع على لسانه وهى مسئولية دينية تاريخية.. . قال طارق: الحوار ممتع ونريد أن تمتد جلساته خاصة لدينا قضية أين الله؟!.. بمعنى مكانه وقصة الخلق ليس تشكيكا ولكن الله يحب من يصوره بصورة جيدة.. قلت لطارق: اوعدكم بجلسات أخرى قد تكون قابلة للنشر أو غير قابلة للنشر لأن هناك منطقة فى العقل تسمى الفهم الطلق وهو علم كبير جدا جدا.. ولكنى سأشرح لكم قصة الخلق ومن هو الله ومكانه لأن القصة بالكامل من واحد الى عشرة عندي.