> من يملك المعرفة يملك العالم.. هذا صحيح هناك ثورة علمية هائلة تضرب أجزاء من كوكب الأرض ولا أجادل أن تليفونك المحمول هو رئيس مجلس إدارة العالم الحقيقي.. وهنا نتوقف قليلاً وعلينا أن نتنبه لخطورة ما يتعرض له شبابنا خاصة أن هؤلاء الشباب تغيروا تماماً بعد احداث 25 يناير 2011 وتداعياتها الخطيرة جداً.. وغياب الوعى الثقافى والفكر فى سنوات ما بعد أحداث 25 يناير.. وتحول الكثير من الشباب إلى التوحد مع شاشة تليفونه ليكتسب الشباب ثقافات وأفكاراً واسعة النطاق من خلال مواقع التواصل الاجتماعى المصرية والعربية والأجنبية.. وهم لا يعلمون من وراء «الشاشات» الذى يحرك الشباب والعالم.. وظلت النخبة الثقافية والسياسية والاجتماعية محبوسة فى قوالب فكرية ثلجية لا تصلح لمواجهة فكر هؤلاء الشباب الذين تم تدوير حركة عقولهم ثم تفكيكها وتركيبها مرة أخرى بثقافات غريبة بطول كوكب الأرض وعرضه.
> جمعتنى الصدفة الجلوس مع مجموعة من الشباب المتوحدين مع شاشة التليفون المحمول.. واعترف أنهم أولاد ناس جداً وليس لديهم مشاكل مادية أو اقتصادية أو يتكلمون فى السياسة.. وأنا عادة فى حياتى العامة لا أتدخل فى أى حوار دائر فى جلسة أو مع أصدقائى أترك الجميع يتكلم.. واستمع جيداً للحوار ثم التحليل لحركة عقل كل متحدث ثم تجهيز الرأس والرد بدون أنفعال.. وتحدث الشباب فى قضايا كثيرة على كوكب الأرض والثورة العلمية والاقتصادية التى تجتاح أجزاء من الكوكب.. لديهم ثقافات مرعبة ومخيفة لأنهم منفتحون على مواقع وصفحات توقفت عند كلام الشاب المثقف جداً واسمه «طارق» وعبارة قالها «إن الدين هوالدكان القديم الذى تجلس فيه الشعوب الغبية والمتخلفة».. وعبارة أخرى لتشريح الدين الإسلامى لدرجة عدم الاعتراف بوجود الله الذى يحكم هذا الكون.
> جلست أكثر من ساعة ونصف الساعة بعد يقينى أنهم فرقة من الشباب الملحدين الجدد الذين أثر فيهم فكر الجماعات المتطرفة مثل داعش وأخواتها وأسلوبهم الدموى مثل الحرق والقتل والأعمال الانتحارية.. وجعلوا من الإسلام هو البعبع والمخيف لهؤلاء الشباب.
> وقلت فى نفسى لا ينفع التعامل مع هؤلاء الشباب بأسلوب مشايخ الدين الإسلامى وتكفيرهم وإنهم يجب إقامة الحد عليهم وقتلهم وقذفهم فى النار.. هذا الكلام لا ينفع مع هذه الأجيال الجديدة التى تم تدوير عقلها.. وتحدثت مع الشاب طارق لأنه الليدر والمثقف جداً فى هذه المجموعة الشبابية.. وتعامل معى بأدب شديد.. ولكى أعالج أولاً المصيبة الكبرى وهى انكاره لعدم وجود «الله».. وقلت له سأطلب منك يا طارق هذا الطلب.. قال تفضل «يا عمو» قلت له.. اختار أى مكتبة علمية فى وسط البلد وأشترى كتاباً علمياً يتناول تشريح الجسم البشري.. واختار أى كتاب يعجبك سواء من تأليف وبحث أحد العلماء المصريين أو العلماء الأجانب.. قال طارق يمكن من على جوجل أقرأ أى بحث.. قلت الكتاب أفضل حتى لا تحصل على معلومات مشوشة أو غير منضبطة علمياً.. قال طارق خلاص أعطينى أسبوعاً واحداً أقرأ الكتاب أنا وأصدقائى ثم نلتقى بحضرتك.. ولا أعلم ما هو الغرض من قراءة كتاب علمى لتشريح جسم الإنسان ولكن حضرتك تنتظر فتح الحوار معنا.. قلت لهم الله يملك العلم الكامل والمطلق ويقبل الحوار الراقى بين البشر حتى اليقين.. ولنا لقاء آخر بإذن الله تعالي.