كان فوز الزمالك بمباراته فى الدورى على منافسه التقليدى الأهلى مهماً جدا من أجل التوازن فى الكرة المصرية وإعادة الحيوية والإثارة للمنافسة على الألقاب المحلية بعد أن أصبحت ملكية خاصة للأهلى فى أخر موسمين فاز خلالهما الأهلى بالألقاب الستة المتاحة محليا فى عصر المدير الفنى الحالى مارسيل كولر وهى على الترتيب السوبر المصرى فى أكتوبر 2022 ثم الكأس فى إبريل 2023 والسوبر المصرى الثانى فى مايو 2023 والدورى فى يوليو 2023 وسوبر الأندية الأبطال فى ديسمبر 2023 والكأس مرة أخرى فى مارس 2024.
وقد يحزن جمهور الأهلى عندما نقول إنه ليس صحيا فى كرة القدم هذه السيادة المطلقة لفريق فى أى مسابقات محلية لأنه يعنى إنعدام المنافسة، ولكنى هنا أعاود القول بعيدا عن الخسارة الأخيرة للأهلى أمام الزمالك بأن إنتصارات الأهلى تأتى بعمل ضخم للإدارة التى تعتبر المنظومة الأنجح فى مصر، ومن هنا طالبت مرارا بألا يكون القضاء على هذا الإحتكار عن طريق إفشال الناجح وهو الأهلي، وإنما بإنجاح باقى المحيطين كى يكونوا على مستوى المنافسة، وقادرين على تحقيق البطولات.
والحقيقة أن الزمالك مر بمراحل عديدة حتى جاءت الإدارة الحالية برئاسة الصديق حسين لبيب الذى أعاد ترتيب البيت بهدوء حتى شاهدنا فريقا جماعيا يلعب بروح قتالية ويقدم كرة جميلة وقادر الأن على المنافسة الحقيقية على الألقاب، ومن هنا أرى القيمة الحقيقية للفوز بعيدا عن كونها مباراة لم تحدد لقبا.
الزمالك أصبح فريقا زاخرا بلاعبى كرة القدم أصحاب الفنيات فى خط الوسط بشكل خاص بالرغم من الإنتقادات العنيفة التى طالت الإدارة بدعوى أن أكثر من نصف الصفقات كانت فى مركز واحد وهو لاعب الوسط صانع الألعاب، وهنا جاء دور المدير الفنى البرتغالى جوزيه جوميز لإحداث الفارق بهذه الخلطة السحرية.
ومنذ اليوم الأول شاهدت تغيرا فى أسلوب لعب نادى الزمالك عما كان عليه الفريق فى عصر الكولومبى اوسوريو وأهم عناصر التغيير كانت فى إختيار الأسلوب الأمثل لقدرات اللاعبين المتوافرين لدى الجهاز الفنى وليس كما فعل أوسوريوبإختيار طريقة رائعة يلعب بها حاليا أفضل فريق فى العالم وهو مانشستر سيتى دون أن يمتلك اللاعبين الذين لديهم القدرة على تنفيذها.
كان جوميز محظوظا فى أن الإدارة وفرت مجموعة من اللاعبين القادرين على تنفيذ فكره وبخاصة فى خط وسطه الذى يعتبر محور خططه فى المباريات.
وإستطاع جوميز على عكس ما توقع الكثيرون أن يجمع فى تشكيل واحد بين عبد الله السعيد وناصر ماهر وأحمد حمدى وربما فى بعض الأوقات معهم محمد شحاته وكلهم لاعبون مميزون فى الفنيات ولكنهم أيضا يمتلكون روحا قتالية عالية تجعلهم قادرين على فرض إيقاعهم فى المباراة، وهو ما حدث فعليا فى لقاء الأهلى الأخير.
وأذكر أننى كتبت لأول مرة عن تغير شكل الزمالك فى المباريات عقب لقاء الجونة، وبالرغم من أن الزمالك خسر اللقاء 2-3 إلا أن الفريق أبرز جانبا فنيا مهماً وهو تعدد أساليب صناعة الفرص أعتقد أن الزمالك كان بحاجة ماسة للفوزليستعيد ثقة الإنتصارات وحتى وإن كانت المباراة غير محددة لبطولة فإن الأثر المعنوى هام جدا ليعود الزمالك منافسا قويا على الألقاب.