تواصل القاهرة محاولاتها للتوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وفيما يمكن وصفه بانفراجة مبشرة أعلنت تل أبيب أنها تدرس رد حماس الذى قدمته على المقترح المصرى مع الوسطاء.
وقال نتنياهو فى اتصال هاتفى مع بايدن حسب ما نقلته القاهرة الإخبارية أن إسرائيل قررت إرسال وفد التفاوض إلى القاهرة مؤكدًا أن إسرائيل لن تنهى الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها.
جاءت الانفراجة على لسان مسئولين إسرائيليين كبيرين، حيث أفادا لموقع «أكسيوس» بأن رد حماس المحدث كان بنّاءً، ويفتح الباب أمام مفاوضات أكثر تفصيلا يمكن لها أن تؤدى إلى اتفاق. وأوضحا أن رد الحركة جاء بعد أن قدّمت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع، لغة جديدة لأجزاء من اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار المقترح، فى محاولة لسد الفجوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق.
كشفا أن إدارة بايدن تدفع نحو التوصل إلى اتفاق من 3 مراحل من شأنه أن يؤدى إلى إطلاق سراح 120 أسيراً متبقياً لدى حماس، ويدفع إلى الهدوء المستدام فى غزة، كما ركّزت اللغة الجديدة التى قدمتها الولايات المتحدة والتى ضغط الوسطاء بشدة على حماس لقبولها، تركز على المادة الثامنة فى الاقتراح.
كانت حركة حماس قد قدمت تعديلاتها إلى الوسطاء على الورقة الإسرائيلية الأخيرة بما لا يمس القضايا الجوهرية. وحسب مصادر فقد أبقت الحركة على مواقفها من تثبيت وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل وعودة النازحين كما تصرّ الحركة على ضرورة الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح من الجانب الفلسطيني، كما تصرّ على موقفها من رفض وضع «فيتو» على إطلاق سراح ذوى الاحكام المؤبدة.
فى الوقت نفسه، ذكرت مصادر أنه من المتوقع يواصل بايدن ضغوطه على نتنياهو لقبول صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس حسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
وفى الداخل الاسرائيلي، نشبت خلافات فى المنظومة الامنية والسياسية بشأن التقدم نحو إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مسئولين كبار فى المؤسسة الأمنية غاضبون بشدة من محاولات نتنياهو ومقربون منه ووزراء من الحكومة، إحباط أى صفقة قد يتم التوصل إليها وذلك حتى قبل رد حماس الذى وصل إيجابياً.
تقول الصحيفة إن الخلاف بدأ قبل وصول رد حماس عندما أصدر مكتب نتنياهو على لسان مصدر أمنى أن حماس تتمسك بمطالبها ولا يوجد تقدم فعلى فى المفاوضات، لكن فوجئت المؤسسة الأمنية من إصدار البيان باسمها بدون علمها. وبينت الصحيفة العبرية أن مسئولا أمنيا قال إن هذه فرصة لا يمكن رفضها بعد رد حماس الإيجابى وأى رفض لها يعنى التضحية بالمحتجزين.
ومن جانبه ل صرح الوزير السابق فى مجلس الحرب الإسرائيلى جادى آيزنكوت بأن إسرائيل فى نقطة تعتبر الأقرب إلى صفقة تبادل منذ 9 أشهر، لكنه استطرد قائلاً: أجد مع ذلك صعوبة فى رؤية نتنياهو التى ترتقى إلى المستوى الإستراتيجى فى القيادة ويوافق على الصفقة.
يأتى هذا فيما دعا البيان الختامى لاجتماع قادة دول «منظمة شنغهاى للتعاون» إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتكثيف الجهود لتحقيق السلام.
عبّر قادة الدول فى البيان الختامى للقمة التى انعقدت فى أستانا عاصمة كازاخستان عن قلق دولهم لاستمرار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى مؤكدين أن الحل الوحيد يكمن فى التسوية العادلة للقضية الفلسطينية. وأدانت دول المنظمة بشدة الأعمال التى أدت إلى وقوع الضحايا بين المدنيين فى قطاع غزة.
على صعيد الأوضاع الانسانية والميدانية، أفادت الأمم المتحدة، بأن 9 من كل 10 أشخاص فى غزة، «نزحوا مرة واحدة على الأقل» داخل القطاع، فى ظل الحرب وفى بعض الحالات 10 مرات.
قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى المحتلة، أندريا دى دومينيكو إن «المجتمع الإنسانى يقدّر إجمالى عدد السكان فى غزة بنحو 2.1 مليون نسمة، بعد استشهاد أكثر من 37 ألف شخص ومغادرة 110 آلاف للقطاع، مشيرًا إلى أن «ما بين 300 إلى 350 ألف شخص مازالوا فى شمال غزة لا يستطيعون الانتقال للجنوب.
إلى ذلك، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن العدوان المستمر على قطاع غزة أخرج غالبية المستشفيات عن الخدمة. وأضاف أن قرابة مليونى فلسطينى نزحوا من مناطقهم وأوضاعهم تزداد مأساوية، و205 آلاف شخص يقطنون المناطق المهددة بالإخلاء فى خان يونس ورفح الفلسطينية.
أشار الى أن منطقة المواصى ثبت أنها غير آمنة للنزوح، مشيرا أن النازحين مهددون بالإصابة بوباء الكوليرا جراء تلوث مياه الشرب.
فيما يخص العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق القطاع فى اليوم 272 من الحرب، حيث ارتكب الاحتلال الإسرائيلى ثلاث مجازر سقط فيها 28 شهيدا و125 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
تواصل القصف الاسرائيلى المركز على منازل السكان فى مدينة غزة ما أسفر عن استشهاد ثلاثين مواطن. وأطلقت آليات الاحتلال النار فى حى الشجاعية شرقى مدينة غزة وتصاعدت سحب دخانية ناجمة عن نسف منازل فى الحى الذى استشهد فيه تسعة مواطنين واصيب 17 خلال محاولتهم العودة لمنازلهم.
فى جنوب قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال اجتياحها لمدينة رفح الفلسطينية لليوم 59 على التوالى مع استمرار عمليات نسف المنازل. وتمكنت فرق الإسعاف من الدخول إلى الأحياء الغربية برفح وانتشال 14 شهيداً بعضهم تحللت اجسادهم ونقلوا إلى مشفى ناصر بخان يونس قبل مواراتهم الثري. كما جددت مدفعية الاحتلال قصفها لشرق المدينة.
فى المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلى بمقتل النقيب فى كتيبة «روتيم» التابعة للواء «جفعاتي»، روى ميلر، «21 عاما»، أثناء القتال فى شمالى قطاع غزة. كما أصيب فى نفس المعركة ضابط وجندى آخر من كتيبة روتيم، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج.
قال الجيش الإسرائيلى فى وقت سابق، بمقتل قائد فريق فى الكتيبة 75 التابعة للواء المدرع السابع النقيب إيلى إليشا لوجاسي، «21 عاما»، بصاروخ مضاد للدبابات فى حى الشجاعية بمدينة غزة. كما أصيب 3 جنود آخرين من الكتيبة بجروح خطيرة فى الحادث.
بحسب صحيفة «يديعوت إحرنوت»، منذ بداية الحرب، قُتل 677 جنديا إسرائيليا، 323 منهم منذ بدء العمليات البرية فى غزة.