يبدو أن مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة لن يتوقف رغم تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اخيراً والتى أدلى بها خلال لقاء صحفى مشترك مع رئيس وزراء أيرلندا فى البيت الابيض قائلاً «لا أحد يجبر سكان غزة على المغادرة»، إذا كشفت تسريبات إعلامية امريكية ان الولايات المتحدة وإسرائيل عرضتا على مسئولين فى 3 دول بشرق أفريقيا توطين فلسطينيين من قطاع غزة على اراضيها عبر التواصل مع مسئولين من الدول الثلاث وهى السودان والصومال وأرض الصومال الانفصالية وناقشت هذا المقترح، إلا أن مسئولين سودانيين قالوا إنهم رفضوا المقترح الامريكي، بينما قال مسئولون من الصومال وارض الصومال انهم ليسوا على علم بأى اتصالات فى هذا الصدد، وكشف المسئولون السودانيون ان الولايات المتحدة عرضت هذا الطلب مقابل مساعدات عسكرية ضد قوات الدعم السريع والمساعدة فى اعادة الاعمار بعد الحرب وغيرها من الحوافز، ما يؤكد عزم الولايات المتحدة وإسرائيل على المضى قدما فى خطة التهجير التى غيرت إسرائيل اسمها إلى «الترحيل» .
ولم تكن فكرة تهجير الفلسطينيين من وطنهم نتيجة حرب السابع من اكتوبر 2023 لكنها ظهرت تاريخياً قبل وجود إسرائيل وحصولها على اعتراف دولي، إذ تم عرض فكرة تهجير الفلسطينيين إلى أراض أخرى فى المؤتمرات الصهيونية الرسمية، وتجلت الفكرة نفسها بعد النكبة عام 1948 وتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطينى خارج دياره، وهو الاسم الذى يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948 وهى السنة التى طرد فيها الشعب الفلسطينى من بيته وارضه وخسر وطنه لصالح اقامة إسرائيل، وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم اراضى فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يزيد على 750 الف فلسطينى وتحويلهم إلى لاجئين، وهدم اكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وكان استخدام القوة المفرطة فى الحرب الاسرائيلية على غزة اخيراً بهدف تنفيذ سيناريو التهجير بعد هدم القطاع بالكامل وتحويله إلى ركام.
تسعى إسرائيل حالياً لفرض اساليب جديدة لتغيير مسمى خطة التهجير إلى الترحيل والترويج لها إعلامياً للزعم بأنها خطة ناعمة تتم بموافقة الفلسطينيين وفق رؤية وزير المالية الاسرائيلى اليميني، بتسلئيل سموتريتش، الذى اعلن امام الكنيست عن تشكيل مجموعات ضغط برلمانية فى كل من اسرائيل والولايات المتحدة للعمل على تنفيذ خطة ترامب للاستيلاء على غزة و»ترحيل اهلها» مع اجراء عملية توسيع ضخمة للاستيطان فى الضفة الغربية، إذ تسعى إسرائيل إلى ترحيل خمسة آلاف شخص يومياً بمعدل 7 ايام فى الاسبوع لمدة عام كامل، أو عشرة آلاف شخص يومياً لمدة 6 أشهر.