الأمة المصرية بقوتها قادرة على مجابهة المخاطر
أخطر ما يواجه الدولة المصرية ليس فى تهديدات خارجية أو مؤامرات ومخططات تستهدف الأرض والحدود.. فالأمة المصرية بقوتها وقدراتها واصطفافها ورصيدها المتراكم من البناء الاستراتيجى قادرة على مجابهة هذه المخاطر ولكن الخطر الحقيقى يتمثل فى حملات وغزوات ومحاولات اختراق واحتلال العقول وتزييف الوعى والتحريض والتحريك نحو الهدم والتدمير من الداخل دون أن يتدخل العدو أو قوى الشر إلا بإدارة حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتزييف والتشويه ومحاولات هز وضرب الثقة بين أبناء الوطن الواحد وإحداث الفرقة وهو تجسيد حقيقى لما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن الدولة المصرية قادرة على مواجهة أى تهديد خارجي، لكن المهم الداخل وضرورة أن يكون على قلب رجل واحد، لذلك الخطاب الذى يتعلق بهذه الفترة الراهنة فى ظل ما تموج به المنطقة من تهديدات وصراعات وحرائق ودول تسقط وجيوش تتفكك يجب أن يقرأ تفاصيل آليات وتكتيكات مخطط الهدف وليس اهدافه فهى معروفة أو بالقول المباشر، كيف يفكر عقل الشيطان وما أوراقه وأساليبه وما النقاط والوسائل التى يركز عليها وهى مستمرة لأكثر من ثلاثة عقود ما بين الأكاذيب والشائعات وإدارة الحروب النفسية على الشعوب والتخويف والتشكيك والتشويه والإرهاب والحروب بالوكالة وإدارة الميليشيات والجماعات الارهابية المسلحة نحو مناطق جديدة مستهدفة وتوفير الدعم والامكانيات لها، لذلك فى جميع هذه الوسائل نجد ان الدولة المصرية بما لديها من قدرات وردع وقوة متنامية وحاسمة وعقيدة وطنية تستطيع بل ونجحت فى القضاء على الإرهاب وجماعاته وميليشياته فى تجربة ومعركة فريدة جسدت قوة الدولة المصرية وإرادة هذا الشعب لكن ورغم وعى المصريين وحالة الفهم لما يدبر ويحاك وينسج فى جنح الظلام وحقيقة ما يدور من حولنا وأهدافه، لكن تبقى مهمة الحفاظ على هذا الوعى والإدراك أمرا مصيريا وحاسما فى معركة الوجود ضد المخططات والمؤامرات والأطماع والأوهام، لذلك نستكمل ملامح خطاب اللحظة الراهنة الذى بدأناه فى الجزء الأول من المقال كالتالي:
أولاً: من المهم والفارق العمل على كشف وتعرية الأبواق والخلايا التى تنشر الأكاذيب والشائعات وإلى من تنتمى وأصولها ومرجعياتها ومن يديرها وتاريخ جرائمها وإرهابها وخيانتها وعمالتها للأجندة الصهيونية وبالأدلة وماذا فعلت جماعة الاخوان الارهابية من جرائم وفظائع وإرهاب وقتل وحرق وتدمير وارتماء وموالاة للدول الكبرى المعادية للأمة المصرية وكيف تتحرك وفقا لتعليمات و»اسكريبتيت» أجهزة المخابرات المعادية ولابد أن تعرض هذه الجرائم بالصوت والصورة ونذكر المصريين وغيرهم من الشعوب بتاريخ وحاضر هذه الجماعات والميليشيات الاجرامى والارهابى وكيف غررت بالشعوب وخدعتها بالتجارة بالدين ثم ذاقت هذه الشعوب التى سقطت دولها فى مستنقع الفوضى والجرائم موجودة وموثقة والفيديوهات لدينا سواء الجرائم التى جرت فى مصر أو غيرها من الدول وهناك خبراء ومنشقون عن هذه الميليشيات يمكنهم تأصيل وتفسير عقيدة هذه الجماعة الارهابية الخبيثة وكيف تتلون طبقاً لمطالب الدول المعادية والكبرى وما الثمن الذى تتلقاه وحقيقة المرتزقة والمأجورين الذين يعملون مع هذه التنظيمات بالأجر ولدينا نماذج كثيرة مثل المرتزقة محمد ناصر ومعتز مطر ويجب أن نكثف مثل هذه الحلقات فى الاعلام المرئى والسوشيال ميديا.
ثالثًا: الاكثار من عرض خيانة وجرائم وإرهاب الجماعات والميليشيات الإرهابية وأدوارها الوظيفية فى هدم وتدمير وإسقاط الدول، ولنا فى جماعة الإخوان الإرهابية النموذج الحقير، وكيف تدار هذه الميليشيات والجماعات الإرهابية التى تتاجر بالإسلام وهى لا تعرفه، ولماذا تحيطها بعض الدول الكبرى بالرعاية والاستضافة وتوفير الملاذ الآمن لها وآليات تحريكها ودفعها إلى الدول المستهدفة، ومن هنا فإن الحلقات التى تقدمها »قناة المحور« مع المحامى ثروت الخرباوى مهمة للغاية يفضح من خلالها تاريخ الإخوان وعلاقتهم بداعش والقاعدة والنصرة، وحقيقة الشخصيات التى ظهرت الآن فى دور الإصلاحيين على عكس حقيقتهم، مهم حتى يعرف الناس حقيقة وارتباطات ومن يقف وراء هذه الشخصيات التى تصدرت المشهد فى بعض الدول خاصة سوريا وتبدو بلباس الديمقراطية والليبرالية والإصلاح، وما هى إلا أدوات فى أيدى المخطط »الصهيو ــ أمريكي« والذى تعد جماعة الإخوان وأذانابها من باقى ميليشيات الإرهاب أدواتها.
رابعًا: يجب أن نكثف عرض ما تحقق فى مصر خلال العشر سنوات بأسلوب مختلف من خلال زاوية (قبل وبعد) كنا وأصبحنا بالصوت والصورة والواقع، وهنا يجب الاشادة بما تقدمه قناة »أكسترا نيوز« تحت عنوان »الماضى والحاضر« لتعرض الواقع قبل ملحمة البناء والتنمية على سبيل العشوائيات قبل التطوير ثم بعدها، لكن فى ظنى أن الصور الثابتة لا تكفى ولابد من صورة متلفزة »فيديوهات« لعرض واقع الماضى المرير والكارثى وكيف تحول إلى واقع من الجمال والإبداع والانجاز الحقيقي، والاستغلال للإمكانيات التكنولوجية والفيديوجراف، وياليت نأخذ قطاعًا واحدًا، ثم فى توقيت آخر قطاعًا مختلفًا لتنشيط الذاكرة حتى لا ننسى أمرًا مهمًا.
خامسًا: عرض مأسى الدول التى سقطت وكيف ضاعت، ومعاناة شعوبها وكيف تحول من شعب يتمتع بالأمن والأمان والاستقرار إلى شعب من اللاجئين والفارين والمشردين، وأيضا أعداد القتلى والمصابين، وهل حققت هذه الدول أهدافها بعد وعود النهضة والحرية والديمقراطية وما هى الاوضاع التى آلت إليها، ثم عرض أهمية الاستقرار فى البناء وتحقيق التقدم وتحسين حياة الناس، فطالما أن هناك استقرارًا هناك قدرة على تغيير الواقع، وليس الهدم والتدمير.. وما هى خسائر الدول التى سقطت وما هو حجم ميزانية بناء هذه الدول لتعود لمجرد ما كانت عليه، وهل لديها القدرة على ذلك أم أنه من دروب المستحيل.
سادسًا: اتخاذ إجراءات حاسمة وواضحة للحرب على الجشع والمغالاة فى الأسعار وبذل الجهود لضبط الأسواق وخفض الأسعار رغم تداعيات الاوضاع الإقليمية والدولية على الجانب الاقتصادى لكن من المهم العمل على تخفيف المعاناة عن المواطنين وتحسين الظروف المعيشية والتعجيل بإجراءات تدعم هذا الاتجاه وبالتالى سوف تزيد فاعلية رسائل الوعى والفهم.
سابعًا: امتلاك الوزراء المنوطين بالخدمات الكياسة السياسية والابتعاد عن التصريحات والإجراءات التى قد تتسبب فى بلبلة أو يجرى استغلالها وتفريغها من مقاصدها الحقيقية من أبواق الشر والأكاذيب.
وللحديث بقية.
تحيا مصر