لم يختلف خطاب نتنياهو الرابع أمام الكونجرس الامريكى عن خطابه الأخير أمام الكنيست الإسرائيلى فى التضليل ولم يقدم جديدًا عما يردده من أكاذيب على مدار أكثر من تسعة شهور حول رؤيته للعدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى بأنه يريد الاستمرار فى الحرب وبناء تحالف جديد من أجل أن ينتصر التحضر على الهمجية، والقضاء على المقاومة واقتلاعها من قطاع غزة باعتبارها حركة إرهابية، ضمن محور الارهاب الذى تقوده إيران، مهما كانت التضحيات ومهما كانت الخسائر فى صفوف جنوده الذين يتساقطون يومياً بالعشرات قتلى وجرحى أو الأسرى الإسرائيليين الموجودين فى قطاع غزة لدى فصائل المقاومة.
نتنياهو وفريقه المتطرف فى الحكومة الإسرائيلية، يتوهم أنه يستطيع أن يقضى على حركة حماس أو يقتلعها من قطاع غزة تحت الضغط العسكرى وقتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين متناسياً أنها امتداد للمقاومة الفلسطينية الشرعية التى تجابه الاحتلال الجاسم على أرض فلسطين منذ أكثر من سبعين عاماً، ومتجاهلاً الدعوات العالمية لوقف العدوان سواء كانت من محكمة العدل الدولية التى وجه لها هجوماً شديداً فى خطابه أمام الكونجرس الامريكى باعتبار أنها تريد تكبيل يديه عن القضاء على الارهاب، أو من الشعوب الغربية التى استفاقت من غفوتها تحت مسمع ومرأى القنابل وأنهار الدماء التى تسيل على أرض غزة، بل تتعالى أصواتها الآن لدفع قادة دولها لوقف العدوان الوحشي.
وظنت واشنطن أنها تمكنت من القضاء على الحركة لكن يقيناً غزة لن تموت والقضية لن تنتهى والمقاومة لن تختفى وغزة ستخرج منتصرة ولن يستطيع الجيش الإسرائيلى أن يقضى على المقاومة ولن يستطيع الحصول على الاسرى بالضغط العسكرى كما يتوهم، ولو بعد عشرين عاماً أخري، ولهم فى الأسير شاليط الذى احتفظت به المقاومة لأكثر من 4 سنوات عبرة، ولسوف يخرج جيشه من غزة مهزوماً مهما استعمل من آلة القتل والتدمير الممنهج عبر وسائله الخشنة والقوة المفرطة، كما خرج من غزة سابقاً تحت ضربات المقاومة.