من المؤكد أن ما يقوم به «نتنياهو» فى غزة من خلال تلك الحرب بل والمجازر البغيضة وكافة الممارسات التى يمارسها والتى فاقت كل ما تحتويه قواميس العنف وقصص الانتقام فى التاريخ فهو قد فاق كافة الطغاة الذين عرفهم التاريخ.. ويرى البعض أن ما قام به «نتنياهو» وما أنزله بالشعب الفلسطينى قد فاق كل أشكال العنف ويعقدون المقارنة بينه وبين ما قام «نيرون» قيصر روما بل ويرون أنه قد فاقه وتجاوزه بكثير.
إن كم الخسائر التى ألحقها بقطاع غزة خلال السبعة شهور الماضية بالنسبة للفلسطينيين وأيضاً بالنسبة للإسرائيليين كما يرى الكثير من المحللين السياسيين كانت فلكية ومروعة فقد أهلك النسل والحرث ولم يترك وابلاً بحائط.. فقد قتل ما يزيد على 36 ألف إنسان وشرد 1,7 مليون شخص وسط مجاعة مهلكة وكارثة صحية هائلة رداً على هجوم السابع من أكتوبر الذى شنته حماس.
وعلى الرغم من ذلك ما زال هناك 130 من الرهائن الإسرائيليين الذين لقى الكثير منهم حتفهم نتيجة عمليات القصف العنيف من الجانب الإسرائيلي.
تحطمت غزة بالكامل وسويت أحياء بأكملها بالأرض ودمرت معظم بنيتها التحتية إذ يوجد 37 مليون طن من الركام أى بمعدل 300 كيلو جرام لكل متر مربع.. ناهيك عن التلوث السام الذى يغطى القطاع بنحو 800 ألف طن من «الأسبستوس» الذى يشكل مشكلة كبيرة بالإضافة إلى تلك الكميات الكبيرة المحتملة من الخسائر نتيجة الذخيرة غير المتفجرة.
تقدر الأمم المتحدة المدة الزمنية التى قد تستغرقها عملية إعادة البنيات التى دمرتها إسرائيل بحوالى 80 عاماً.. وعلى الرغم من تلك الخسائر التى وقعت فى غزة فإن كلفة الحرب بالنسبة لإسرائيل كانت هائلة نتيجة عمليات استدعاء الاحتياط التى تزيد من تضخم الإنفاق العسكرى مع تزايد المخاوف من حدوث أزمة اقتصادية.
يكشف المحللون السياسيون أنه على الرغم من تلك التكلفة العسكرية الهائلة إلا أن إسرائيل لم تحقق أهدافها من الحرب التى أعلنت عنها منذ اندلاع العمليات العسكرية وهو ما دفع «جيرشون باسكن» مفاوض الرهائن السابق إلى التصريح بـأنه لا يعتقد أن هناك فائزاً فى هذه الحرب ولم يكن هناك سوى الخاسرين وإننا بحاجة إلى تقليل خسائرنا وإنهاء هذه الحرب عاجلاً وليس أجلاً وإعادة الرهائن فى أسرع وقت ممكن إلى وطنهم.. وعلى الرغم من تلك الحقائق القاسية بالنسبة للجانب الإسرائيلى إلا أن «نتنياهو» ما زال مصراً على مواصلة الحرب من أجل الوصول إلى تحقيق نصر زائف لإحياء ماء الوجه متجاهلاً تلك الخسائر ومشكلة الرهائن.. إذ بعد مرور 7 شهور لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أياً من الأهداف التى أعلنت عنها بداية من تدمير حماس وهو الأمر الذى يعتقد الكثير من الإسرائيليين أنه بات مستحيلاً كما لم يتم عودة الرهائن الذين توفى عدد كبير منهم ويعتقد المحللون السياسيون أن الهجوم على رفح الفلسطينية سوف يؤدى إلى تفاقم الوضع فى المنطقة والعا لم.