يحلم النتنياهو وفريق حكومته المتطرف بأنه يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط تلك الخريطة التى أعادت حركة المقاومة حماس رسمها يوم السابع من اكتوبر الماضي، بعد 70عاما، من خطوط الدم التى رسم بها الكيان الاسرائيلى تلك الخريطة آنفا، حيث يقف الكيان الاسرائيلى ماسكا بندقية كلاشينكوف بدلا من ريشة فنان، يقتل ويسفك الدماء فى فلسطين ولبنان والاردن وسوريا والعراق وايران وسيناء ويرسم بخطوط عريضة وجوها متوحشة تشرب من بحور الدماء التى سفكتها لتصدر صورة واحدة، مفادها ان من يقترب أو يفكر فى تغيير ذلك الواقع فمصيره الموت قتلا بمنتهى الوحشية.
حرب الابادة التى يخوضها الكيان الإسرائيلى فى قطاع غزة والضفة الغربية منذ عملية طوفان الأقصى لم يكن هدفها الحقيقى هو تحرير الاسرى الذين سقطوا فى قبضة فصائل المقاومة الفلسطينية، ولكنها وجدت الفرصة لكى تعيد تشكيل المنطقة جيوسياسيا بالضربات العسكرية الإجرامية لكل المنخرطين فى محور المقاومة منذ صفقة شاليط التى أكلت فيها المقاومة الكيان الإسرائيلى واجبرته على الإفراج عن أكثر من ألف من المعتقلين الفلسطينيين كانوا فى السجون منذ عشرات السنين.
وجه الكيان الإسرائيلى ضربات قاتلة للمدنيين فى غزة وقتل أكثر من أربعين ألفا من الأبرياء، معظمهم من النساء والاطفال وكبار السن ودمر أكثر من تسعين بالمائة من بنية قطاع غزة، غير مبال بسقوط العشرات من أسراه صرعى خلال ذلك العدوان، ورغم مرور ما يقارب العام إلا أن المقاومة الفلسطينية المحاصرة فى قطاع غزة لا تزال ترهق الاحتلال بضرباتها وأكمنتها لاصطياد الجنود وتدمير الآليات العسكرية بقذائفها المصنعة محليا.
ثم التفت الكيان الإسرائيلى إلى حزب الله اللبنانى الذى أعلن مساندة المقاومة الفلسطينية منذ الثامن من أكتوبر والذى أرهقه بصواريخه التى هجرت مئات الآلاف من سكان المستعمرات فى الشمال، فبدأ توجيه ضربات إجرامية مستهدفا قادة الحزب ومعهم المئات من الأبرياء، ولكن الحزب الذى استعد جيدا ويعلم تماما مدى القدرات العسكرية للعدو استوعب الصدمة وبدأ توجيه صواريخه لتصل لأبعد مدى فى تل أبيب وحيفا وعكا ونهاريا وغيرها لتصيب مناطق حساسة وتضم مئات الآلاف إلى طابور المهجرين.
الشرق الأوسط كله يغلى والشعوب والجيوش فاض بها الكيل من استمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية وفى لبنان فى الجنوب والبقاع وفى سوريا واليمن، وتتعامى عن أن الشعوب الكارهة لما يفعله الكيان الإسرائيلى لن تتوقف عن إنتاج اجيال جديدة من الرافضين للعدوان والذين يريدون الانخراط فى محور المقاومة الذى يتسع يوما بعد يوم.
الكيان الاسرائيلى يضرب بمنتهى القوة والوحشية فى كل الاتجاهات معتمدا على الدعم الامريكي، ليخرس جميع الالسنة من أجل أن يسكت الجميع ويتغاضى الجميع عن الجرائم والمجازر التى يرتكبها، فى الشرق الاوسط حتى يستكمل مخططه ويعيد رسم خريطته التى يريدها.