ماذا يراد بنا!؟ وثقافة الهدم.. وكم أهواك..!
ظلت إيران تعقتد أن هناك مفاوضات.. وأن المفاوضات ستطول وتطول فى حوارها مع الأمريكان حول السلاح والقدرات النووية الإيرانية.. واعتقدت إيران أن فى مقدورها أن تستمر فى سياسة اكتساب الوقت لفرض الأمر الواقع.. ولم تدرك إيران أنهم كانوا هم من يكسب الوقت.. وأنهم كانوا قد اتخذوا القرار بأن يدمروا كل شيء له علاقة بالقدرات العسكرية فى إيران.. ولم تدرك إيران أنهم يريدون تكرار تجربة العراق عندما استدرجوه لغزو الكويت حتى يكون هناك مبررا للإجهاز على صدام بعد أن هدد بأن لديه سلاحا قادرا على حرق إسرائيل..!
وخدعوا إيران بينما كانوا يعملون منذ سنوات على إنشاء وبناء طابور خامس داخل إيران يمهد لهم الطريق فى حملة اغتيالات للكفاءات البشرية الإيرانية وفى تدمير متعدد الأهداف للقدرات العسكرية الإيرانية ولهدف أكبر وهو إخراج إيران من معادلة القوى التى تحدد مسار المنطقة.
ولم تدرك طهران أن خطة حصارها وتدميرها كانت قد بدأت مع تدمير حزب الله فى لبنان وتصفية حماس فى غزة.. وخان قادة إيران القدرة على قراءة المشهد الجديد فظلوا على سياساتهم التقليدية وفى الحوار والتفاوض دون إدراك أن هناك رئيسا جديدا للإدارة الأمريكية يجيد إشعال الأزمات ولا ينظر إلى العواقب بعد أن أقنع الجميع بأنه يسعى للسلام ويحرص عليه..!
واليوم إيران فى أزمة.. إيران قد تحقق تواجدا معنويا بوصول بعض صواريخها إلى تل أبيب وتدمير عدة مبان.. ولكن إيران لن يكون أمامها إلا الاستسلام لواقع جديد فرض عليها إذا أرادت مواصلة الحياة.. إيران ستواجه شروطا أمريكية صعبة تتعلق بتسليم اليورانيوم الموجود لديها وانهاء ملف تطوير الصواريخ..!! وإيران وحدها فى هذه المواجهة.. العالم أدار ظهره لها.. والمؤامرة كانت مكتملة الأركان.
>>>
وفى هذه الأجواء العاصفة المضطربة.. ما الذى يراد لنا وبنا.. وما الذى يجب علينا أن نفعله..؟
وببساطة وقبل كل شيء نقول.. إنه لم يعد باقيا إلا مصر.. ولا يوجد عائق أمام استكمال أركان المؤامرة إلا مصر.. ولم يعد هناك من قوة عسكرية منظمة وقوية إلا مصر.. ولهذا فإن المستهدف هو مصر.. مصر التى فشلوا فى إدخالها النفق المظلم بعد أحداث يناير 2011 التى كانت مقدمة للانهيار الشامل والفوضى فى المنطقة.. مصر التى حاولوا تصدير الإرهاب إليها لعرقلة مسيرتها وانطلاقتها التنموية.. مصر التى حاولوا تقسيم شعبها وإغراقه فى أزمات داخلية وضغوطات اقتصادية.. مصر التى حاولوا أيضا الإساءة لمواقفها الوطنية والإيقاع بينها وبين أشقائها العرب بخلافات وافتراءات وقضايا وهمية لا وجود لها ومصر التى قالت لا وتمسكت بإرادتها الوطنية وقرارها المستقل كانت وراء إفساد وتعطيل مشروعهم التوسعى الذى يبدأ بالقضاء على غزة وتهجير شعبها.
ومصر فى الميدان ترفض وتقاوم وتتحمل تبعات قدرها ومسئوليتها.. ومصر قادرة على أن تعيد التوازن إلى المنطقة بالتنسيق والتعاون والتفاهم مع الأشقاء.. فهذه ليست مسئولية مصر وحدها.. هذه مسئولية كل العرب.. والوقت يداهمنا ولا مجال لحسابات وتقديرات وتأجيلات.. القرار يتعلق بالوجود وبالمصير.. وكل العرب فى خطر..!
>>>
ونقولها بكل وضوح.. كانت أحداث الربيع الزائف فى عام 2011 نوعا من المؤامرة وكانت هجمات السابع من أكتوبر من عام 2023 نوعا اخر من المؤامرة.. فى الربيع الوهمى صدروا إلينا الفوضى وفى هجمات السابع من أكتوبر جلبنا على أنفسنا الدمار وقدمنا لهم كل ما كانوا ينتظرونه لاستثمار الفوضى فى الفكر.. والفوضى فى الإدراك والفوضى فى المفاهيم.. قدمنا لهم كل مقومات الهزيمة بينما كنا نخدع أنفسنا بالانتصار..!
>>>
وبعيدا عن حروب وقعقة السلاح.. نتحدث عن حروب الجهل.. عن ثقافة الهدم.. نتحدث عن أسوأ ما لدى الناس.. الناس الذين إذا ما نجح منهم أحدا انهالوا عليه طعنا وتجريحا.. الناس التى اصابتها أسوأ الأمراض التى لا فكاك منها.. الحقد والحسد والغيرة.. فإذا ما تفوق أى شخص وحصل على نصيبه من الدنيا شهرة ومالا ونفوذا انقلبوا عليه جميعا وألصقوا به كل الاتهامات والإساءات.
وأصبحنا وهذا هو حال البعض منا.. لا نفرح لبعضنا البعض.. لا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد منح البعض منا مهارات لم يمنحها لغيره.. وأن هذا البعض قد أجاد توظيف واستثمار هذه المهارات وأن لكل مجتهد نصيباً.. وأن الأرزاق بيد الله المولى وحده يمنح من يشاء بغير حساب.
وبدلاً من أن نحاول تطوير وتحسين قدراتنا وامكاناتنا فقد صرنا معاول للهدم، نندب حظنا ونقلل من مكانة الأخرين ونكتفى بتصيد هفواتهم وأخطائهم ونتفنن فى إظهار عوراتهم.. دون إدراك وقناعة بأن الحياة فن وإبداع وقدرات خاصة من أجادها منحت الحياة وأعطته ولم تبخل عليه..!! افرحوا لبعض يكرمكم الله.
>>>
وتذكروا معي.. هل رأيتم شادية أو وردة أو نجاة أو ميادة أو فيروز وهن يكملن وصلة الغناء بالرقص على المسرح بالفساتين المكشوفة الصدر والأكتاف.. ويتمايلن على صيحات الجمهور الذى أصبح ينتظر وصلة الرقص أكثر من اهتمامه بالغناء..!!
وكل مطربة الآن أصبح لها رقصتها الخاصة.. والسباق أصبح جنونيا والرقص يتفوق على الغناء.. والراقصات فى هذا الزمان يفزن دائما..!
>>>
ويكفينا نجاة الصغيرة عندما كانت تغنى لنزار قباني.. كانت تأخذنا لعالم آخر.. ومتى ستعرف كم أهواك يا رجلا أبيع من أجله الدنيا وما فيها، لو تطلب البحر فى عينيك أسكبه أو تطلب الشمس فى كفيك أرميها، أنا أحبك فوق الغيم أكتبها وللعصافير والأشجار أحكيها، أنا أحبك فوق الماء أنقشها وللعناقيد والأقداح أسقيها، أنا أحبك حاول أن تساعدنى فإن من بدأ المأساة ينهيها وأن من فتح الأبواب يغلقها وأن من أشعل النيران يطفيها.
ويا نجاة الحب والقلوب.. النيران مازالت مشتعلة.. وغاب من يطفيها.