النسر المصرى الذى يصاحبنا فى حياتنا منذ الميلاد فى صورة ختم النسر عندما يوضع على شهادة الميلاد ويصاحبنا منذ تلك اللحظة حتى الوفاة واستخراج شهادتها وما بينهما من وثائق دراسية وعقود زواج وطلاق فضلاً عن الأحكام القضائية والتقارير الطبية وشهادات انتهاء الخدمة العسكرية او الإعفاء منها وهكذا على التوالى يصاحبنا فى كل محطات حياتنا . ففى عام 1953 صمم هذا الشعار فنانان تشكيلان بعد إعلان الجمهورية فى مصر، ونقش الشعار فى قاعة مجلس الامة الذى اصبح مجلس الشعب فيما بعد . وقد صدرت النقود الفضية والعملات التذكارية وعليها نفس الشعار، وقد أصدر مجلس الشعب القانون رقم 145 لسنة 1984 والذى تنص مادة ١ منه انه يتمثل شعار جمهورية مصر العربية فى شكل نسر زخرفى مأخوذ عن نسر صلاح الدين الايوبى الموجود على أسوار القلعة فى مدينة القاهرة، و يرتكز على قاعدة كتب عليها بالخط الكوفى « جمهورية مصر العربية « كما نقشت فوق صدره درع تمثل علم الجمهورية . واذا كانت حياتنا مصحوبة دائماً بختم النسر فإن له قصصاً وحكايات لا تنسى ولعل اهمها ذلك الدور الذى لعبه ختم النسر فى مفاوضات طابا حيث لعبت أختام البريد دوراً هاماً فى استعادة مصر أرضها المحتلة فى طابا، فيقول د مفيد شهاب عضو الفريق القانونى المصرى لاستعادة طابا ان إسماعيل شيرين آخر وزير للحربية فى عهد الملك فاروق والذى كان قائداً للكتيبة المصرية فى طابا تطوع للإدلاء بشهادته امام المحكمة الدولية التى كانت تنظر إجراءات التحكيم وقدم خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا وردوداً على تلك الخطابات أرسلت اليه هناك، وأوضح ان أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك وهو ما زاد من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى أراضيها المحتلة . وفى حياة المصريين عشرات الأختام «ختم النسر « لها اسرار وحكايات لا تسير مصالحهم من دونها فضلاً عن كونها سجلاً تاريخياً، حيث يحكى سياسة واقتصاد البلاد . و فى كتاب للمستشرق « ادوارد وليام لاين «عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم « و الذى يؤرخ للمجتمع المصرى فى القرن التاسع عشر ذكر ان المصرى كان يضع فى خنصر يده خاتماً منقوشاً من الفضة عليه اسمه ويستخدمه لمهر الرسائل والكتابات الأخرى و هو ملزم اكثر من أدوات الإمضاء الأخرى .واذا كانت القصة المصرية بدأت بختم النسر فإن الأختام بصفة عامة أياً كان ما يرسم فوقها او تحمله حصلت على مكانة خاصة فى عالم هوايات جمع المقتنيات فهناك من يجمع اداة الختم نفسها وهناك من يجمع اشكالها المختلفة على الأوراق والمكاتبات الرسمية والشخصية، اما اشهر الأختام التى يهتم الهواة بجمعها فهى أختام البريد المختلفة التى قد تساوى ثروة صغيرة إذا كانت من الأختام النادرة . ويرجع اول الأختام البريدية فى مصر إلى عام 1798 عندما افتتح الاحتلال الفرنسى مكاتب للبريد وادخل اول ختم بريد يدوي، وجدير بالذكر ان هناك العديد من الأختام النادرة المتعلقة بالبريد المصرى مثل أختام « بوستة محمد على « والتى وصل سعرها إلى آلاف الدولارات، كما ان المغلفات التى تحمل أختام خط البريد، الذى أسسه « توماس واجهورن « ضابط البحرية الإنجليزية من الإسكندرية إلى السويس من عام 1833 إلى عام 1846 تعد نادرة للغاية ويصل سعر الواحد منها إلى ارقام فلكية . وهناك أختام تعرف بالبوستة الاوروبية فى مصر والتى تأسست فى منتصف القرن التاسع عشر وبعضها نادر للغاية . و تماثلها فى درجة الندرة أختام المكاتب التى افتتحتها مصلحة البريد المصرية منذ عام 1865 ونوع آخر من الأختام يتعلق بطوابع البريد لكنه يختلف عن الختم البريدى ويسمى « التوشيح « اذ تلجأ ادارات البريد إلى طباعة نص معين على بعض طوابعها او كلها فى وقت لاحق على طباعتها لتبديل موضوعها او فئتها ولعل اندرها وأشهرها فى البريد المصرى مجموعة بورفؤاد والتى تحظى باهتمام عال وبالغ إلا ان مشتريها يطالبون بشهادة تثبت انها أصلية . وفى عالم الأختام والطوابع وتلك الرحلة الطويلة يظل النسر هو الملك المتوج دون منافس فى حياة المصريين.