تحديات كبيرة تواجه القمة العربية الطارئة اليوم بالقاهرة وسط تغير كبير فى الشرق الاوسط و وضع كارثى يعانيه أهلنا فى قطاع غزة حيث يعانى مليونا مواطن من برودة الشتاء وما يدخل القطاع من مساعدات لا يلبى الحد الادنى من الاحتياجات الأساسية.. قمة التحدى تواجه ملفات مهمة أبرزها إدخال المساعدات الى غزة بعد إغلاق المعابر وإدخال المعدات الثقيلة لازالة ركام 5 ملايين طن من الركام خلال الاشهر الستة الاولى وإعادة ترميم المنازل المتضررة جزئيا وتوفير الخيام والكرفانات للنازحين والخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والاتصالات والطاقة وتهدف القمة إلى وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، ورفض أى محاولات لتهجير سكانها، كما تسعى إلى تعزيز الدعم الإنسانى للفلسطينيين، والدفع نحو خارطة طريق لحل الدولتين.
وتعد هذه القمة الطارئة السابعة عشرة فى تاريخ القمم العربية عمومًا ، والقمة الطارئة الخامسة بالقاهرة لدعم فلسطين ومن المتوقع أن يتم التوافق العربى على الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة وإغاثة الفلسطينيين وأن يتم الإعلان عن مجموعة عربية دبلوماسية للدفع قدما بهذه الخطة وعرضها على كافة الدول الإسلامية والغربية وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة والتأكيد على الرفض التام لأى مخططات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أى مشروعات أو ذرائع ، وأن السبيل الوحيد لتحقيق أمن واستقرار دائم وسلام شامل وعادل للمنطقة وشعوبها لا يكون إلا عبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين ، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق حل الدولتين ووقوف الأردن ومصر والدول العربية فى خندق واحد رافضا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو داخلها.
أكد اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن الخبير الإستراتيجى أن القمة العربية التى تعقد اليوم فرصة لتعزيز التشاور والتواصل بمشاركة كبيرة من القادة العرب وبما يسهم فى توحيد الموقف العربى تجاه التحديات الراهنة، وتأتي وسط رفض وتنديد عربى وإقليمى ودولى واسع بشأن اقتراح الرئيس الأمريكى « دونالد ترامب « بالسيطرة على قطاع غزة وإنشاء ما وصفه «بريفيرا الشرق الاوسط «بقطاع غزة.
قال إن الهدف الرئيسى من انعقاد القمة، هو دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطينى وتمسكه بأرضه والتأكيد على موقف عربى موحد من خلال تقديم مصر « تصورا متكاملا «لإعادة الإعمار فى القطاع يضمن بقاء الفلسطينيين فى أرضهم، ويجرى حاليا تحرك دبلوماسى نشط للتشاور والتنسيق لتعزيز الوحدة العربية، مضيفًا أن القمة العربية تشكل لحظة اختبار مصيرية لوضع رؤية إستراتيجية تضمن حضوراً عربياً فاعلاً على الساحة الدولية وقدرة الموقف العربى على التعامل مع التحديات بشكل واقعى للحد من التدخلات والحفاظ على استقلالية القرار العربى وينتظر أن يكون التصور المصرى الذى سيطرح فى القمة على «الاعتماد على شريك فلسطينى على الأرض ووضع آلية للتعامل مع الجانب الإسرائيلى للالتزام بما يتم التوافق عليه والعمل على عقد القاهرة مؤتمر دولى بمشاركة دول مانحة لتمويل خطة إعادة إعمار قطاع غزة بدعم من دول الاتحاد الأوروبى والاتحاد الافريقى والصين وروسيا الاتحادية والخروج بتوافق عربى لإقناع الإدارة الامريكية بمقترح مصرى عربى موحد واعتماد خطة الاعمار المصرية باعتبارها الخطة العربية واسقاط الذرائع الأمريكية بعدم وجود تصور بديل للخطة الترامبية.
أكد د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن القمة العربية مطالبة بتناول 4 موضوعات على رأسها ملف التهجير وثانيا الموقف العربى الموحد تجاه الإدارة الأمريكية وثالثا إعادة الإعمار ورابعا ايجاد الشريك الحقيقى المقبول فى القطاع وهناك تطورات إيجابية ومهمة تتطلب اعتماد صياغة الخطة العربية بشأن قطاع غزة والقمة ليست اختبارا لإقناع الإدارة الأمريكية، بل هى انعكاس للتغيير فى لغة الإدارة الأمريكية تجاه المستجدات الأخيرة.
أوضح أن مواقف الدول العربية المتشددة تجاه قضية التهجير يعكس الإرادة العربية ويوجه رسائل مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والموقف العربى يعكس وجود مقترحات عربية تشمل حلولا بديلة للتهجير مع تزايد فى التصعيد وتغيير فى التصريحات من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
أكد السفير عاطف سيد الأهل سفير مصر فى إسرائيل سابقا أن القمة العربية الطارئة تأتى فى أوقات حاسمة تتطلب تكثيف الجهود وتوحيد الرؤى للخروج بخطاب واضح يقود إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة والحفاظ على ثوابت الموقف العربى تجاه القضية الفلسطينية، ولا يترك المجال أمام الأطراف الأخرى للالتفاف حول مبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولى الإنساني.
قال إنه من المنتظر أن تكون مخرجات القمة العربية الطارئة فى القاهرة حاسمة وعلى مستوى الحدث، وأن تعبر عن توجه شعبوى عربى موحد مساند للفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية، وتوقف حرب الإبادة الجائرة التى يتعرض لها الفلسطينيون.
قال د. حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المطلوب هو مساندة واضحة لهذه الخطة الإجرائية بمعنى إنها خطة محددة زمنياً وفى نفس الوقت الاتفاق على مصادر التمويل محددة على الأقل من الداخل العربى وهى محددة فيما يتعلق بالمراحل الأولى من عملية إعادة الإعمار ثم الأمر الآخر هو الحوار العربى الأمريكى وأن تبدأ إجراءاته على الفور الانتقال من مربع العدوان لمربع الحوار السياسى وصولا إلى مبدأ حل الدولتين.
شدد على إنه مطلوب إجراءات وليس بيانات إنشائية لأنها لاتجفف دماء الفلسطينيين وإنما ما يجفف دماءهم وينتقل بنا إلى التسوية الحقيقية وحل الدولتين.