فى وقت تتوالى فيه التصريحات والبيانات الرافضة لاجبار سكان غزة على الهجرة القسرية وترك أراضيهم جاءت كلمات الرئيس السيسى أمس حاسمة فى التأكيد على موقف مصر الثابت فى رفض أى محاولات للتهجير أو تصفية القضية.
كلمات الرئيس كانت رسالة واضحة للعالم بالموقف المصرى الواضح
خبراء سياسيون وقانونيون أكدوا أن تصريحات الرئيس حسمت الأمر وأن التهجير القسرى لسكان غزة مرفوض وأنه تم طرحه فى حقبة الخمسينيات من القرن الماضى عقب نكبة 1948، مشيرين إلى ان التهجير القسرى يشكل عقيدة راسخة فى الفكر الإسرآئيلى ولا تموت ويتم احياؤها بين وقت وآخر.
الخبراءالسياسيون أكدوا أن مصر هى بوابة الدفاع الأولى عن الحقوق الفلسطينية وإنها رفضت مراراً مخططات التهجير القسرى باعتبارها تساهم فى تصفية القضية الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، مشيرين إلى ان مصر متمسكة بقيام الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
بداية يقول الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية ان مصر نجحت خلال الــ 15 شهرًا الماضية فى إفشال الكثير من المقترحات والمقاربات والمشروعات التى طرحتها إسرائيل واعلنتها صراحة مراكز بحوث إسرائيلية وأوروبية كبيرة، مشددًا على ان مقترح التهجير لابد وأن تنظر فيه دوائر أمريكية أخرى تعرف جيداً ان هذا المقترح يمثل خطورة على السلام العالمي.
أضاف: «فهمى انه لابد من التعامل مع قضية التهجير وفق آليات مهمة وعاجلة، على ضرورة استمرار التنسيق الكامل بين مصر والاردن الذى يتبنى موقفا واضحا ثابتا برفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ظهر فى نجاح مصر سابقا فى افشال ما يسمى بــ»صفقة القرن» وما يعرف باسم الناتو العربى والناتو الشرق اوسطى و تجمع «ميسا « الامنى و الاستراتيجي، بخلاف اهمية استمرار الشعب الفلسطينى بالتمسك بارضه وهو ما ظهر جليا فى مشهد عودة للشمال الذى تناقلته جميع وسائل الاعلام العالمية مؤكدة على هذه الفكرة رغم التدمير الهائل.
واستطرد :» العلاقة بين مصر و الولايات المتحدة جيدة و ممتدة متمثلة فى شراكة استراتيجية وعسكرية بخلاف مؤسسات تعاونية كبيرة كالغرفة التجارية وان مواجهة هذا المخطط الشيطانى سيتطلب سياسات وحوار مع الإدارة الأمريكية وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى، خاصة ان بأمريكا مؤسسات ووزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات مشتركة لابد من اتخاذ رأيها فى أخذ القرارات.
أكد فهمى على ان مصر دولة قوية لديها مؤسسات وقيادة سياسية تستطيع ان ترفض وتقول «لا»، مع أهمية و التنسيق ايضًا مع الجانب الفلسطينى واستمرار ادخال المساعدات الانسانية ليكون هناك موقف سياسى واضح وثابت أمام هذا المخطط.
ومن جانبة قال اللواء طيار اركان حرب دكتور هشام الحلبى ان مشروع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء هو مشروع تم طرحه منذ الخمسينيات بعد حرب 1948 و ليس وليد هذة الفترة، وان هذه الفكرة عقيدة راسخة فى الفكر الإسرائيلى ولا تموت ابدًا و يتم احياؤها باستمرار.
أكد على موقف مصر الواضح «قيادة وشعب» بالرفض التام للتهجير سواء فى فترات الهدن أو خلال فترات الاعتداء، حيث تم الإعلان عن الرفض بشكل واضح وصريح ورسمى فى كل المؤتمرات والمحافل الدولية وعلى سبيل المثال اثناء زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة «انتونى بلينكن» لمصر فى الفترة السابقة حيث ادركت إدارة الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن ان مشروع تهجير الفلسطينيين إلى مصر والاردن مرفوض ومحسوم تمامًا وان الإدارة الإسرائيلية فقدت الامل فى الزج بالفلسطينيين الى مصر والاردن .
أضاف ان الرئيس السيسى كان واضحاً آمس فى تأكيده على ثوابت مصر فى هذا الملف الرفض القاطع من القيادتين المصرية والاردنية يشكل أحد أهم العوامل لافشال مشروع التهجير لان عدم وجود الشعب الفلسطينى على ارضه ينهى تمامًا القضية الفلسطينية.
قال ان الفلسطينيين لن يقوموا بالتحرك طواعية من دولة إلى دولة وانهم لن يتركوا أرضهم على الاطلاق سواء خلال فترة الحرب أو فترة الهدن واذا تم الزج بهم جبرًا سيقاومون وسيكون هناك صراع مسلح وستعود جميع الجبهات مثل حزب الله خاصة بعد مماطلة إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان والحوثيين وجميع الفصائل المسلحة فى المنطقة للهجوم على إسرائيل ويشتعل الشرق الأوسط مرة أخري.
أكد السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن محاولات ودعوات تهجير الفلسطينيين من أرضهم تمثل تعدياً سافراً على حقوق هذا الشعب، منوهاً بأن مصر ستظل حامية للقضية الفلسطينية وستقف بالمرصاد لمحاولات تصفيتها وأضاف السفير حجازي، أن مصر لن تساهم فى إخراج الفلسطينيين من أرضهم ولن تقبل بتحقيق التهجير تحت أى مسمي، لأن هذا كما قال الرئيس السيسى لن تشارك فيه مصر حتى لا يتحقق لإسرائيل ما عجزت عن تحقيقه بالحرب والحصار والدمار.
قال حجازى إن مصر «أبلغت العالم أجمع بموقفها الواضح والرافض لإفراغ أرض فلسطين من شعبها، وتصدت لمخطط إسرائيل للتهجير القسرى لأهالى غزة، لافتاً إلى أن أهل غزة أنفسهم رفضوا ترك أرضهم رغم البطش والعنف والجرائم التى ارتكتب بحقهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة على مدار نحو 15 شهرًا.»
أضاف «أن دعوة تهجير الفلسطينيين من وطنهم تخالف القانون الدولى ومقررات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية» وأشار إلى أن إسرائيل دولة احتلال تغتصب أرض وحقوق شعب فلسطين، لذا فالتصرف الوحيد تجاهها هو مطالبتها وعلى الفور بإنهاء الاحتلال والالتزام بحل الدولتين. ونبه مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط لن تنعما بالأمان والسلام والاستقرار ما لم يتم إعطاء شعب فلسطين حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وتضم الضفة الغربية وقطاع غزة.