30 مليون سائح.. هدف تسعى إليه الحكومة وتبذل فى سبيله كل الجهد وفى وزارة الطيران المدنى العمل لا يتوقف لتجهيز الامكانيات التى تستوعب هذا الرقم الكبير من السياح سواء برفع كفاءة المطارات وزيادة الطاقة الاستيعابية أو تحسين مستوى خدمة الركاب وتطوير أسطول شركة مصر للطيران وباقى الشركات الأخري.. خبراء الطيران والسياحة يؤكدون ان ما تقوم به الوزارة خطوات مهمة، لكن تحتاج وتيرة أكثر سرعة
الدكتور طيار سامح الحفنى وزير الطيران المدني.. عرض برنامح الحكومة أمام البرلمان.. وقدم رؤية لتحقيق التطوير فى مطارات القاهرة وسفنكس الى جانب مطارات المحافظات الساحلية وتحسين خدمات الركاب.
خبراء الطيران والسياحة يرون ان ما تقوم به الوزارة خطوات مهمة لكن يجب مراعاة عنصر الوقت لتحقيق طفرة فى المطارات المصرية لزيادة الطاقة الاستيعابية والاستحواذ على أكبر حجم من السياحة.
يقول اللواء طيار جاد الكريم نصر مستشار وزير الطيران سابقا ورئيس الشركة المصرية للمطارات سابقا ان الطيران والسياحة هما وجهان لعملة واحدة ولابد وان يواكب الطيران المدنى وزارة السياحة فى استراتيجيتها الوطنية خاصة وان السياحة الوافدة الى مصر اكثر من 95٪ منها تأتى عن طريق المطارات .. وبما ان المستهدف هو 30 مليون سائح فهذا يعنى بالنسبة للمطارات 60 مليون راكب لان المطارات تتعامل مع السائح (الراكب) مرتين الاولى عند وصوله والثانية عند سفره، هذا بالاضافة الى تعامل المطارات مع اعداد كبيرة ونوعيات اخرى من الركاب وليست من السائحين (مصريين بالخارج- رجال الاعمال- المؤتمرات- الزيارات- الحج والعمرة- ……) وهذا يمثل عبئا كبيرا يجب ان تستعد له المطارات جيدا خاصة وأنه باقى فقط 4 سنوات على ما اعلنته وزارة السياحة والاثار للوصول الى 30 مليون سائح فى 2028.
وأوضح اللواء طيار جاد الكريم نصر ان المطارات تحتاج بعضها لمبانى ركاب جديدة اكثر من الاحتياج لبناء مطارات جديدة ، مشيرا ان وزارة الطيران المدنى تخطو فى هذا الاتجاه جيدا وأعلنت عن مبانى ركاب جديدة مزمع انشاؤها بمطارات الغردقة وشرم الشيخ وهما يمثلان المقاصد السياحية الرئيسية للسياحة الترفيهية فى مصر، بالاضافة الى مطارات مرسى علم وبرنيس مما يزيد الطاقة الاستعابية للسياحة المحتملة على شاطيء البحر الاحمر، وكذلك ايضا مطار طور سيناء الذى سيكون له دور مهم اذا ما تم التوسع فى الشواطيء الممتدة من شرم الشيخ الى الطور، اما فى جنوب مصر فيوجد مطارات الاقصر واسوان وابو سنبل ويحتاج بعض منها التوسع خلال الـ5 سنوات القادمة لاستيعاب الحركة السياحية المستهدفة.
سياحة طوال العام
يشير اللواء طيار جاد الكريم نصر الى انه بعد انشاء مدينة العلمين السياحية والتى استقبلت بالفعل طائرات داخل مطارها، والاعلان عن المشروع الكبير الذى سيتم برأس الحكمة والذى سيضم مطارا دوليا، سنجد امامنا اعدادا ونوعيات كبيرة ومختلفة من السياحة طوال العام وليس فى موسم الصيف فقط وعلى وزارة الطيران ان تكون مستعدة لاستقبال هذه الحركة السياحية الممتدة، من خلال تلك المطارات علاوة على مطار مرسى مطروح ومطار برج العرب الذى يستعد حاليا لافتتاح مبنى ركاب جديد, وكلها مطارات مجهزة باحدث التكنولوجيا تستطيع استقبال جميع انواع الطائرات بما فيها الطائرات العريضة (الكبيرة)، مشيرا الى انه يمكننا ان نلاحظ هنا انه يوجد كل 100 كيلو متر مطار على الطريق الساحلى الشمالى وهى مسافة قياسية متعارف عليها عالميا بين مطار وآخر.
مطار محوري
وأوضح أن هناك نقطة مهمة وهى انه يجب العمل على تحويل مطار القاهرة الى مطار محورى (مطار توزيع) وهذا لن يتحقق الا بزيادة اسطول مصر للطيران حتى تتمكن طائرت مصر للطيران من الوصول الى مقاصد أبعد واكثر حول العالم هذا بالاضافة الى كونها عضوا فى تحالف ستار يمكنها من التوسع فى شبكة خطوطها لاستقطاب الافواج السياحية المطلوبة, كما يجب التوسع فى مبانى الركاب بالمطار وزيادة وسائل المواصلات من والى المطار وتعدد انواعها مع مراعاة توزيع حركة اقلاع وهبوط الطائرات مما يقلل بقدر الإمكان من حدوث تكثر بالمطار، مشيرا الى ان تحويل مطار القاهرة الى مطار محورى سوف يزيد من سياحة التزانزيت التى اصبحت مهمة جدا وتدر عائدا جيدا للمطارات وللدول التى تمتلك مثل هذه المطارات المحورية.
يضيف انه يجب الاهتمام بالطيران العارض (شارتر) والطيران المنخفض التكاليف سواء كان حكوميا أو خاصا لان السياحة تستخدم تلك النوعية من الطائرات وتفضلها خاصة السياحة الجماعية، وتمثل اكثر من 80٪ من السياحة الوافدة مباشرة الى المقاصد السياحية، مشيراً انه سيظل التنسيق الجيد والمستمر القائم حاليا هو المفتاح لجذب وتسويق المنتج السياحى المصري، خاصة برامج التحفيز السياحى المشتركة بين وزارتى السياحة والطيران.
إدارة وتنظيم
يوضح عماد سلام رئيس سلطة الطيران المدنى سابقا ان مصر لا تحتاج بناء مطارات اخرى بقدر ما تحتاج إدارة وتنظيما جيدا لاستقبال الطائرات والافواج السياحية وفقا لما هو مخطط لاستقبال 30 مليون سائح سنويا بحلول 2028، مشيرا انه يجب ان يتم استقبال الرحلات على مدار اليوم من خلال تنسيق مشترك ما بين المطارات المصرية، فلا يعقل ان تكون كثافة الحركة التشغيلية خلال الساعات الصباحية فقط، بل لابد وان تكون الحركة الجوية بنفس طاقتها على مدار اليوم.
التاكسى الطائرة
واقترح رئيس سلطة الطيران المدنى سابقاً العمل بالطائرات الصغيرة (التاكسى الطائر) بالاضافة إلى استخدام الطائرات البرمائية والتى تنقل قرابة الـ20 سائحا، حيث يمكن ان نستغل الكثير من الفنادق الساحلية وكذلك الموجودة على النيل لتنظيم رحلات سريعة بحيث تأخذ السائح من أمام الفندق تنقله الى الاقصر وأسوان وتعود به مرة أخرى بسهولة ويسر، مشيرا ان هناك شركات عالمية اعلنت مؤخراً سعيها الى انشاء مصنع للتاكسى الطائر داخل مصر أو السعودية، وهو يحتم علينا ضرورة التواصل مع هذه الشركات لتنفيذ مثل هذه المشاريع التى ستكون مستقبل النقل والسياحة قريباً.
بصمة العين
أوضح الخبير السياحى سامح سعد مستشار وزير السياحة الأسبق ورئيس شركة مصر للسياحة السابق ان المطارات يجب ان تعمل على تسهيل الاجراءات خاصة فى المغادرة لانه هو الانطباع الذى يظل فى ذهن السائح، فلابد من اعادة تصميم عمليات الخروج من كافة المطارات، مشيراً إلى ان الوقت قد حان ان نستخدم داخل المطارات المصرية تقنية بصمة العين التى تستخدم فى عمليات الدخول والخروج فى كثير من المطارات العالمية ، والتى من شأنها تقليص طوابير الزحام فى المطارات خاصة فى أوقات الذروة وتسهل اجراءات الدخول والخروج من المطار فى اسرع وقت وهو ما سوف يوفر وقتا كبيرا للراكب وكذلك للعاملين بالمطار، حتى تكون المطارات على اتم استعداد لاستقبال اى أعداد خاصة مع ما تستهدفه الدولة من استقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2028.