بعد ضرب ميناء الحديدة
نتنياهو يتعمد التصعيد وهدفه تصفيه القضية الفلسطينية
جاءت الضربة الاسرائيلية على ميناء الحديدة اليمنية لتؤكد ان المنطقة اصبحت الآن على حافة الهاوية وقد تنزلق فى حرب اقليمية شاملة حارقة للجميع فقبل يومين قام الحوثيون بضربة من خلال الطائرات المسيرة فى تل ابيب وفى ظل التصعيد فى المنطقة وقيام اسرائيل بالحرب على ما يقرب من ٧ جبهات، يصبح التساؤل المطروح بقوة: هل ستشهد الايام القادمة المزيد العمليات والضربات العسكرية؟!
السفير صلاح حليمه مساعد وزير الخارجية الأسبق أكد أنه من الواضح هناك اتجاه للتصعيد تحركه اسرائيل قد يتحول الى حرب إقليمية بعد استهداف منشآت مدنيين ولكن فى نفس الوقت جاء هجوم الطائرات العسكرية الاسرائيلية على ميناء الحديدة اليمنية ردا على استهداف تل ابيب بالمسيرة من جانب الحوثيين وبالتالى فإن الحوثيين يستطيعون أيضا الوصول إلى قلب اسرائيل وهذا يمثل خطراً داهماً.
وأضاف حليمه إن اسرائيل فى ظل هذا التصعيد تحارب على ما يقرب من ٧ جبهات، متسائلا هل سيكون باستطاعتها ذلك فى نفس التوقيت، مشيرا الى ان الهدف بالنسبة لنيتنياهو هو استمرار العمليات العسكرية.
اضاف: من الواضح ان اسرائيل على استعداد للتصعيد لاقصى مدي، مشددا على ان نيتنياهو من مصلحته الشخصية ان تستمر الحرب لأنه حال توقفها بمقترح او مبادرة الرئيس الامريكى بايدن فإن مصير رئيس الوزراء الاسرائيلى سوف ينتهى وبالتالى فانه مصمم على استمرار الحرب بالتصعيد وتحقيق الهدف الرئيسى الاستراتيجى والذى كان غير معلن واصبح الآن معلناً ومكشوفاً وهو تصفية القضية الفلسطينية وتوسيع الاحتلال وضم الاراضى الفلسطينية، لافتا الى ان اسرائيل تتحدث عن الحقوق التاريخية وان عملية تسوية القضية والتوصل الى اتفاق فيما يتعلق بالعدوان الاسرائيلى على غزة فانها تراوح مكانها دون ان يكون هناك اى تحرك ثان بشأن غزة فى هذا المقترح انتظارا لمجيء ترامب الى السلطة واستغلال كسب الوقت فى تواصل هذه العمليات.
أشار الى ان تسوية القضية الفلسطينية اصبحت الآن امرا بعيد المنال وان الهدف الاستراتيجى واضح فى ظل نظام الحكم الأسرائيلى القائم هو تصفية القضية الفلسطينية وبشأن موضوع الرهائن فإسرائيل تتحدث عن ضرورة عودة الرهائن والقضاء على حماس متسائلا: هل لو تم القضاء على حماس واستعادت الرهائن سوف تتوقف الحرب ؟.
أكد السفير حليمه ان الامور اذا استمرت على ما هو عليه فليس من المستبعد ان يمتد الموقف وتصبح حرباً اقليمية وهذا ما حذرت منه مصر بوضوح، مشيراً لما أقدمت عليه إسرائيل من عملية عسكرية بالحديدة فى اليمن وقطعت فيها طائراتها مسافة كبيرة تقدر بنحو 2000 كم وبالتالى هناك رسائل وجهتها اسرائيل من خلال ضربتها للحوثيين بأنها يمكنها ان تصل الى معظم دول المنطقة وبالتالى تصل الى ايران من خلال الطيران والاسلحة المتطورة وذكرت اسرائيل أن من يضربها سيدفع ثمنا باهظا وفى نفس الوقت مازالت تواصل الحرب فى غزة وما يجرى من الحوثيين فى اليمن وحزب الشعب فى العراق وما يجرى من حزب الله فى لبنان وفى سوريا ومن حماس فكل هذه الامور تأتى فى اطار المقاومة، موضحا ان المعتدى هو اسرائيل وما تقوم به كل هذه الاطراف هو مقاومة بدليل انهم اعلنوا ان فى حال توقف اسرائيل حربها على غزة فسوف يتوقفون ايضا.
يرى السفير أيمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الأسبق ان بقاء حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو مرهون باستمرار الحرب، مشيرا إلى أن التوتر فى المنطقة يتواصل حتى تستمر بذريعة لا يعلو صوت على صوت المعركة واسكات الاصوات المطالبة بإقالة نيتنياهو ومحاكمته بتهم مختلفة كالفساد والفشل الاستخباراتى والعسكرى الذريع فى التنبؤ بعملية 7 أكتوبر وحماية سكان غلاف غزة.
قال السفير مشرفة إن نتنياهو سوف يستمر فى انتهاج سياسة حافة الهاوية ولكن دون الدخول فى حرب شاملة لتكلفتها البشرية والاقتصادية الباهظة، مشددا على انه يهدف إطالة الحرب وكسب الوقت انتظارا لنتائج الانتخابات الامريكية فى نهاية العام الجاري.
أضاف: لا اعتقد ان كافة الاطراف بما فيهم ايران وحلفاؤها المحليون يرغبون فى حرب شاملة لانها تعطى لاسرائيل الذريعة لضرب القوة العسكرية والبنية التحتية لحزب الله، مشيرا إلى أن حزب الله لا يرغب فى استنساخ سيناريو حماس فى غزة لان من شأنه اضعافه واخراجه من المعادلة السياسية فى لبنان وسوريا.
من جهته قال السفير ابراهيم الشويمى مساعد وزير الخارجية الاسبق إن الوضع خطير جدا ولابد على الولايات المتحدة والدول الغربية والمحبة للسلام ان تتدخل لوقف اتساع نطاق الحرب، لافتا الى ان المنطقة اصبحت على حافة الهاوية وقريبة من أى وقت مضى لاشتعال الحرب الاقليمية.
يقول الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط ان ما حدث من ضربات جوية اسرائيلية لميناء الحديدة اليمنى يأتى فى اطار الصراع الممتد بين اسرائيل والحوثيين والذى بدأ منذ بداية العدوان الاسرائيلى على غزة فى السابع من اكتوبر الماضى والذى تم من خلاله استخدام سلاح المسيرات والطائرة بدون طيار والصواريخ من اليمن الى تل ابيب خاصة فى يافا والتى ضربت بعض المناطق تعد نقلة نوعية فى الصراع بين اسرائيل والحوثيين.
أضاف ان اسرائيل اعلنت انها ستكرر ضرباتها الجوية فى أى موقع من مواقع فى المنطقة أو أى دولة تستهدف دولة الاحتلال الاسرائيلى طبقا لتصريحات رئيس الاركان الاسرائيلى ورئيس الوزراء نتنياهو وان منطقة الشرق الاوسط ستكون ساحة للصراع خاصة ان المعركة فى الاساس بين ايران واسرائيل وليس أى طرف آخر.
اشار الدكتور طارق إلى ان اسرائيل تقوم بضرب مواقع رئيسية للحوثيين فى اليمن مثل ميناء الحديدة بزعم ان هذا حق مشروع لها فى الدفاع عن نفسها وهو ما تقوم بالترويج له أمام العالم وهو الامر الذى سترتبط به احتمالات توسع دائرة الصراع الاقليمى ومن الممكن ان يمتد الى مناطق اخرى واعلنت اسرائيل ان كل مكان سيهدد دولة الاحتلال الاسرائيل سيكون فى مرمى نيران الطيران الاسرائيلي، كما صرح رئيس الوزراء الاسرائيلى وهو ما سيؤثر بشكل أو بآخر على أمن المنطقة ككل خاصة الدول المطلة على البحر الاحمر مثل مصر ولذلك هى تتفاعل مع الازمة بشكل كبير لتأثيرات الحرب على قناة السويس وعوائدها على الاقتصاد المصري.
أوضح ان الازمة الحقيقية للصراع الدائر بين الحوثيين واسرائيل فى منطقة البحر الاحمر تقوم فى الاساس على الحرب الاسرائيلية على غزة وانه بمجرد ايقاف الحرب ستنتهى التوترات بالمنطقة وستعود الأمور إلى طبيعتها.